وصايا السّلام
نشر بتاريخ: 2025-05-26 الساعة: 00:00
كلمة الحياة الجديدة
لم يكن شاعرنا الكبير محمود درويش يتغزل ببيروت حين قال عنها، من بين ما قال إنها "وصايا الأرض في ريش الحمام" كان درويش بذلك يكلّم معناها، ويصف حقيقتها، ووصايا الأرض حين تكون في ريش الحمام، فإنها وصايا الحب، والخير والحق والسلام، وهذه هي ذات الوصايا الفلسطينية، حملها الرئيس أبو مازن وحط بها على أرض الوصايا، في زيارة دولة لثلاثة أيام شهدت ترحيبا لبنانيا حارا بلغ إلى حد البهجة، وبأرحب آيات المحبة والاعتزاز والتقدير، على مختلف الأصعدة، الرسمية، والبرلمانية، وغيرها، وخلص هذا الترحيب اللافت إلى تكريس تفاهمات واتفاقات أساسية، بشأن تعزيز العمل المشترك اللبناني- الفلسطيني، بما يؤكد احترام فلسطين للسيادة اللبنانية، وعلى نحو ما يؤمّن احترام وصيانة حقوق اللاجئين الفلسطينيين، وأمنهم في مخيماتهم المؤقتة، وهذا ما يشكل في المحصلة، دعما للنضال الوطني الفلسطيني، في سبيل تحقيق أهدافه العادلة في العودة والحرية، والاستقلال.
ثلاثة أيام للرئيس أبو مازن في بيروت، كانت حافلة باللقاءات الحميمية على مختلف المستويات، وتميزت في يومها الثاني، باحتفال أقامته أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام، برعاية رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، لمنح الرئيس أبو مازن جائزة صنّاع السلام، وهذه جائزة لها قيمتها العالية، في مصداقية إرث صاحبها المضيء بسيرة نضالية خلاقة، سعت حتى أخر لحظة في حياته، لتحقيق عالم الحرية والعدالة والكرامة والاستقرار، للناس أينما كانوا وليس في هذا الشرق العربي فحسب، فالراحل العزيز هاني فحص هو السيد في مقامه الديني والحكيم في مقامه المعرفي والثقافي، واللبناني الفلسطيني في مقامه النضالي الوطني والقومي، ولهذا تلقت الجائزة صاحبها الرئيس أبو مازن وساما، مثلما تلقاها الرئيس شهادة تاريخية، وباعتزاز كبير لأنها تحمل -كما قال- اسما غاليا وعزيزا علينا، وهو الذي ترك من خلفه مدرسة في الأخلاق والمواقف.
وبيروت بعد كل وصف وتقدير نجمتنا، كما قال شاعرنا، وهي أبدا تظل نجمة مضيئة، بعلاقات أشد إضاءة في تواصلها الحميم، بالعمل المشترك الساعي لتحقيق الأمن والسلام والسيادة، للبنان وفلسطين معًا، من أجل عالم مستقرّ مزدهر في هذا الشرق الملتهب.
mat