الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لماذا تستهدف إسرائيل في عدوانها الحقل الأكاديمي الفلسطيني؟

نشر بتاريخ: 2025-04-29 الساعة: 04:31

 

د. رمزي عودة


منذ السابع من اكتوبر، مارست سلطات الاحتلال الاسرائيلية عدواناً شاملاً على الحقل الأكاديمي الفلسطيني، ويشير تقرير الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبرتهايد حول التدمير والقتل تجاه الحقل الأكاديمي الفلسطيني الى ارتفاع عدد الشهداء الأكاديميين من باحثين ورؤساء جامعات ومحاضرين وعلماء إلى أكثر من 120 شهيدا بينهم 15 أكاديمية، كما حرمت قوات الاحتلال الإسرائيلي حوالي 39 ألف طالب وطالبة في قطاع غزة من الالتحاق بامتحان الثانوية العامة لعام 2024، بسبب العدوان وآلة التدمير للاحتلال، واستهدفت قوات الاحتلال أكثر من (278) مبنى للمدارس بتدميرها بشكل كامل أو جزئي، أما المدارس المتبقية فقد أصبحت مراكز إيواء لعشرات آلاف النازحين قسراً، وهذا أدى الى أن أكثر من 630 ألف طالب وطالبة حرموا من العملية التعليمية منذ بداية العدوان. من جانب آخر،  خرجت مؤسسات التعليم العالي وجميع الجامعات عن الخدمة إذ دمرها الاحتلال بشكل كلي أو جزئي، وانقطع أكثر من 88 ألف طالب وطالبة ملتحقين في جامعات قطاع غزة الخاصة أو الحكومية عن الدراسة ، وتم تدمير كامل لعشرات المباني لهذه الجامعات (أكثر من 80% منها) ، ومنها مبان حديثة جداً مزودة بأحدث التجهيزات والأنظمة التكنولوجية والالكترونية، وتعذر على أكثر من 555 طالبا وطالبة الالتحاق بالمنح الدراسية في الخارج. في هذا السياق، رصد التقرير أنه ومع نهاية العام 2024  بلغ عدد الشهداء من الطلبة الجامعيين في فلسطين أكثر من 716 شهيدًا، منهم 681 طالبًا وطالبة في قطاع غزة، و35 طالبًا وطالبة في الضفة الغربية، وبلغ عدد الشهداء من طلبة المدارس منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023 حتى ديسمبر 2024 ما مجموعه 12,820 طالبًا وطالبة، منهم 12,701 في قطاع غزة و119 في الضفة الغربية، وأُصيب 21,351 طالبًا وطالبة بجروح خلال نفس الفترة، منهم 20,702 في قطاع غزة و649 في الضفة الغربية، بينما كان هناك ما يزيد عن 1500 جريح من الطلبة الجامعيين في غزة.

في الواقع، هنالك عدة أسباب وراء استهداف قوات الاحتلال الاسرائيلية الحقل الاكاديمي الفلسطيني بشكل مقصود وممنهج، ومنها:

1- تعطيل وإيقاف عملية إنتاج المعرفة المنتجة للتنمية المستدامة والتطوير والمقاومة والصمود .

2- تعطيل وإيقاف عملية إعادة إعمار قطاع غزة، حيث تناط عمليات اعادة الاعمار دائما الى الباحثين والخبراء في الجامعات.

3- توسيع دائرة التهجير القسري للخبراء والباحثين من أجل تسهيل استقبال الدول الغربية لهؤلاء كمهاجرين خبراء تستفيد منهم هذه الدول.

4- القضاء على نظرية التعلم كأداة للتحرر وإيقاف الجهود الوطنية الرامية الى تطوير التعليم الأساسي والعالي في سبيل الوصول الى الدولة المستقلة.

إن الأسباب السابقة وغيرها تستوجب علينا جميعاً إعداد خطط سريعة وبديلة لتعويض الفاقد التعليمي وتعزيز العملية التعليمية ورفدها بنظريات حديثة ومستلهمة من واقع الاحتلال لكي تستطيع هذه النظريات والممارسات الفضلى أن تستنهض التعليم كأداة رئيسية لمواجهة الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة.

 

 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025