الرئيسة/  مقالات وتحليلات

قمة فلسطين .. الرؤية والتحديات 

نشر بتاريخ: 2025-03-07 الساعة: 16:23


موفق مطر 

الحقيقة التي ادركها رؤساء وملوك وقادة الدول العربية ، أن الكيان السياسي للشعب الفلسطيني ووجوده التاريخي  على ارض وطنه فلسطين ، ليس وحده وحسب ، المستهدف من خطة اعادة تشكيل الاحتلال الاستيطاني العنصري في فلسطين ، بل سيتجاوز حدود فلسطين ليخترق الدول العربية ، بما سيؤدي حتما لفرض تغيير، على المستويات السياسية والديمغرافية ، تطال بالدرجة الأولى الدول العربية المجاورة لفلسطين ، لذا وبناء على هذا الادراك لبى الأشقاء العرب طلب فلسطين ، لعقد قمة عربية طارئة ، دعت الشقيقة مصر لعقدها في القاهرة ، فكانت ( قمة فلسطين ) التي كانت وستبقى مركز قضايا شعوب الأمة العربية ، فانتصار الدول العربية للحق الفلسطيني ، و تعزيز ثبات الشعب العربي الفلسطيني على أرضه ، ليس تضامنا ، ولا اسنادا  ، وإنما استراتيجية ، تكرس لها كل  أسباب الدفاع عن مصير ووجود ومستقبل الأمة العربية ، والحفاظ على شخصيتها الحضارية ، فنحن الشعب الفلسطيني نعلم ونعرف قيمة موقعنا الاستراتيجي في الوطن العربي ، وكذلك في المنطقة الحضارية شرق وجنوب البحر الأبيض المتوسط ، ونعتقد أن ألأشقاء العرب على المستويين الشعبي والرسمي ، يعرفون معنى قراءتنا ورؤيتنا للعمق العربي الاستراتيجي ، وفي هذا السياق نستطيع القول أن ( قمة فلسطين ) يجب أن تكون استثنائية بالفعل ، بالحراك المنتظر، وبرنامج العمل المستوحى اندماج الرؤية الفلسطينية التي قدمها رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس أبو مازن باسم دولة فلسطين للقمة  ، والخطة المصرية التي طرحتها جمهورية مصر العربية ، ويمكننا القول أن تبني القمة العربية للرؤية الفلسطينية ، والخطة الفلسطينية المصرية المشتركة ، دليل على قناعة القادة العرب ، بصواب منهج القيادة الفلسطينية في اطار العمل الوطني  الفلسطيني ، والعمل العربي المشترك ، بحكم رؤيتنا وفهمنا وتطبيقنا لمعنى المصير الواحد ، وتعزيز مكانة فلسطين والاعتراف بها من دول العالم ، وتكريس مركزها القانوني في القانون الدولي ، ومنظمات الشرعية الدولية ومحافلها .
كان لابد من تأكيد ولاية دولة فلسطين ،  ومنظمة التحرير الفلسطينية ، وحكومة السلطة الوطنية الفلسطينية على قطاع غزة ، لارتباط هذه الولاية الوثيق ، بالحل الشامل ، الذي يجب ان يفضي الى تحقيق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة  وعاصمتها القدس الشرقية ، وحتى تقطع الطريق على أي حلول أو خطط خارجية ، تتعامل مع قطاع غزة كحالة انسانية فقط ، وبذلك  نقرأ النقطة الأولى من الرؤية الفلسطينية التي قدمها الرئيس ابو مازن للقمة العربية ، ولاية دولة فلسطين على قطاع غزة ، عبر مؤسساتها الحكومية ، واستلام الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية مسؤولياتها ، بعد هيكلة وتوحيد الكوادر الموجودة في قطاع غزة، وتدريبها في مصر والأردن، وفي النقطة الرابعة: " الذهاب للمؤتمر الدولي للسلام في يونيو المقبل لتنفيذ حل الدولتين المستند للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يؤدي إلى تحقيق الأمن والسلام في المنطقة بأسرها..سلام لابد من تدعيم قواعد وركائز الوحدة الوطنية الفلسطينية لقيام الدولة المستقلة على اساسها ، لذا فقد رأى الرئيس :" مضاعفة الجهود لتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، على قاعدة الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وبرنامجها السياسي، والتزاماتها الدولية، وبالشرعية الدولية، ومبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد في كل من قطاع غزة والضفة الغربية " ووفقا لمبدأ العمل العربي المشترك ، وضرورة توفير قوة الدفع السياسية العربية ، قال الرئيس في مقدمة النقطة الرابعة :"  نؤكد أهمية تكليف اللجنة الوزارية العربية الإسلامية، لإجراء الاتصالات، والقيام بزيارات للعواصم ، بما فيها للإدارة الأميركية، لشرح الخطة العربية للإعمار في غزة بوجود أهلها فيها، والتأكيد على تولي السلطة الفلسطينية مهامها المدنية والأمنية والسياسية في غزة، والعمل من أجل  انسحاب إسرائيل الكامل من غزة، واقتراح تهدئة طويلة الأمد في الضفة وغزة، ووقف الأعمال الاسرائيلية الأحادية في الضفة والقدس الشرقية، ودعم جهود التحالف العالمي والذهاب للمؤتمر الدولي للسلام في يونيو المقبل لتنفيذ حل الدولتين المستند للشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، بما يؤدي إلى تحقيق الأمن والسلام في المنطقة بأسرها." ، وطالب الرئيس في النقطة الثانية من الرؤية  :" اعتماد الخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة إعمار قطاع غزة بوجود شعبنا على أرض وطنه، وإقرارها من هذه القمة، وحشد الدعم الدولي لها في صندوق ائتمان دولي، والعمل على إنجاح المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار الذي ستستضيفه مصر " . 
القمة العربية تبنت الرؤية الفلسطينية ، وتجسدت في قرارات منها  : " التأكيد على أن السلام خيار استراتيجي يلبي جميع حقوق الشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني على أساس حل الدولتين، وحق العودة للاجئين الفلسطينيين والتأكيد على :" رفض القمة الدائم لجميع أشكال العنف والتطرف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية " كما قررت :" الاستعداد للانخراط الفوري مع الإدارة الأميركية، والشركاء كافة في المجتمع الدولي لاستئناف مفاوضات السلام بغية التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد الدولة الفلسطينية على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية، وبما يضمن قيام  الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ..والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لإقامة الدولة الفلسطينية.وفي ملف اعمار قطاع غزة تبنت القمة :" الرفض القاطع لأي شكل من أشكال تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه أو داخلها، وتحت أي مسمى أو ظرف أو مبرر أو دعاوى، باعتبار ذلك انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية وتطهيرا عرقيا.. و:" التحذير من أن أي محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني أو محاولات لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، سيكون من شأنها إدخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات، وتقويض فرص الاستقرار، وتوسيع رقعة الصراع ليمتد إلى دول أخرى بالمنطقة" واعتمدت  القمة :" الخطة المقدمة من جمهورية مصر العربية - بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين والدول العربية واستناداً إلى الدراسات التي أجراها البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة - بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي كافة لتنفيذها.. والتأكيد على أن هذه الجهود كافة تسير بالتوازي مع تدشين مسار سياسي وأفق للحل الدائم والعادل بهدف تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة إلى إقامة دولته والعيش في سلام وأمان "... والآن هل يمكننا القول أن ( قمة فلسطين ) ستكون خط البداية لانطلاق القادة العرب لإثبات القدرة على مواجهة التحديات المصيرية ، فالجميع بدون استثناء في دائرة الخطر 

mat
Developed by: MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2025