كفى ..والف لا لآثار المحتل... وأثر المختل
نشر بتاريخ: 2025-06-10 الساعة: 13:02
موفق مطر
كفى يا قادة حماس، اطلقوهم الآن.. فكوا قيود الموت عن مليوني رهينة وأكثر ما زالوا احياء بلا شروط، وعن عشرين، ما زلتم تساومون عليهم لكسب ورقة "ضمانات" ليست موجودة إلا في مخيلتكم، لا تسلموا أسلحتكم.. أطلقوا جثامين أكثر من عشرة آلاف انسان فلسطيني، مازالت عظامهم تفتقد الراحة الأبدية، في بيت مؤقت من تراب الأرض الرطب، قبل يوم البعث العظيم، فهنا تحت اطنان الركام، ما زال الآباء يبحثون عن معالم أبنائهم، والأبناء يزيلون الاسمنت المسلح، المثقل بجهلكم وعبث جنونكم بأظافرهم! وأطلقوا اربعين جثمانا، ما زال جيشهم يشظي كل يوم عظام ثلاثة اضعاف هذا الرقم من أطفالنا ونسائنا وشيوخنا، أما "سلاحكم المدجن" الذي ما كان لكم، وإنما وضع بأيديكم من اجل صنع سيل دماء بشرية، لبلوغ اهداف سياسية وعسكرية اقليمية طبعت في ادمغتكم، ليست فلسطين ولا الحرية، ولا الوطنية، ولا الانسانية منها، ولا من اجل حماية الشعب كما كذبتم دائما، سلاحكم الفردي هذا لا تسلموه، وإنما ابقوه لتقيموا الحد على انفسكم بأنفسكم، هذا إن لامستم ضميرا غائبا او مستترا او متصلا حوم فوق رؤوسكم، فأنتم وهم، وكل الذين كانوا معكم، أو صفقوا لكم على وقع قنابل وصواريخ ودوي المدافع، وهدير جنازير الدبابات، والطائرات الشبحية، والزنانات (طائرات الاستطلاع)، فمن الحق والعدل أن تتركوه اين كنتم في ظلمة الانفاق، فالسلاح الذي لم يكن هدف حامله الوطن، ودنست طهارته، لا يليق به إلا الصدأ والتآكل.. اتركوه واخرجوا بأسلحتكم الفردية، وفي مخزن كل منها رصاصتان، ثم القوا نظرة على الأحياء الأبرياء النازحين، والجرحى، والمبتورة اطرافهم، والمحطمة بوصلة حيواتهم والجياع، والمرضى، والضائعين، والمشردين، والمقهورين الباحثين عن النخوة بين اكوام الاستغلال والتكسب الحرام! ثم اعترفوا وأقروا بجريمتكم، ثم صوبوا نحو ادمغة ساستكم المبجلين في العواصم، الذين عبأوا دماء شعبنا التي لا تقدر بثمن، في زجاجات كالنبيذ المعتق، وقدموها هدايا الى أسيادهم في بلاد فارس وغيرهم من الناطقين بحرف الضاد، ثم اسألوا انفسكم: ما نفع هذا السلاح، وسيأتيكم الجواب من الرصاصة الأخيرة، فالانتحار خير لكم من الذلة، والهرب الدائم من ملاحقتكم بأحكام قانون الحياة.
كفى يا قادة حماس، فمساركم في الحياة الدنيا لن يستقيم أبداً، فقد كرستم الكذب والخداع والنفاق والباطنية، ولَي عنق الكلمة، والقمع والتنكيل، والاغتيال، والقتل العمد، والتعذيب، وخلع الركاب بالرصاص اسلوبا، حتى بات ابرز معالم سياسات حكمكم. أما الناس في الوطن، وفي قطاع غزة تحديدا، فقد بنيتم بأيديكم، جدارا يفصلكم الى الأبد عن حاضرهم ومستقبلهم، أما ماضيهم، فإن شواهده التي تسببتم بحفرها على مستقبل اجيالهم، ستبقى كالجمر المتقد، ليس في الذاكرة وحسب، بل لدى كل طفل بات بلا والدين، أو بلا اب، أو بلا ام، أو لدى كل فلسطيني، فقد نعمة الجسم السليم، او العقل السليم، إن رغباتكم السلطوية القاتلة، وحروبكم العبثية المدمرة، ومنحكم أصحاب التلمود الذرائع، ورفضكم الانصياع للغة التعقل والواقعية، والرحمة والانسانية بأبناء شعبنا، وطغيان جبروتكم، ودوسكم على اخلاقيات العربي الفلسطيني في ميادين السلم والحرب، ستبقيكم منبوذين الأبد، فاخرجوا من حياة الشعب الفلسطيني، والأمة أيضا بلا رجعة، أما الحرية فنحن اهلها، وفلسطين الوطن باقية وستكون، وسيكون عيدنا التاريخي دون آثار المحتل، وأثر المختل.
mat