هي المحصلة…!!
نشر بتاريخ: 2025-06-14 الساعة: 21:13
كلمة الحياة الجديدة
بعد واحد وعشرين شهرا من حرب الإبادة الإسرائيلية، على قطاع غزة، التي خلفت حتى اليوم مئات آلاف الضحايا: الشهداء، والجرحى، والنازحين الجوعى، بعد كل هذا الزمن من هذه الحرب، التي لا تعرف توقفا، ألم يعد واضحا، أن طوفان التمويل الإيراني، والاقليمي، السياسي، والمالي لحركة "حماس" لم يكن في الواقع، سوى وصفة للخراب والقتل والتنكيل، لا لقطاع غزة فحسب، وإنما للشعب الفلسطيني، وقضيته الوطنية، ومشروعه التحرري أساسا...؟؟
ألم يعد ذلك، واضحا تمام الوضوح…؟؟ ألم يعد كذلك، لكل من يريد معرفة الحقيقة بوقائعها الشاخصة في الخراب، وبخاصة لفصائل الطروحات الشعبوية، والرومانسية الثورجية الغابرة، لتعلن موقفا يبعدها عن هذه الوصفة المدمرة، وهذا الواقع المرير...؟؟!
ولعل الأكثر وضوحا وخطورة، أن حماس باعتمادها هذه الوصفة، بلا أي تدبير، إنما كانت تؤكد انخراطها في مشروع نتنياهو الساعي لتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، مشروع الحرية، والاستقلال، وهو انخراط عمل نتنياهو على تعظيمه منذ أن اعلن وبصريح العبارة، أن من يريد منع قيام دولة فلسطينية، عليه دعم "حماس" ولهذا سمح بتمرير التمويل المالي لها، تحت رقابة أجهزته الامنية، ويومها لم تقل "حماس" شيئا بهذا الشأن (…!!) وهذا يعني أنه صار واضحا منذ ذلك الوقت، انخراط "حماس" مع "نتنياهو" في حربه ضد مشروع فلسطين، للحرية والاستقلال…!!
وسواء كان هذا الانخراط،، بوعي، وتخطيط، وتفاهم مسبق، أو غير ذلك، فإن المحصلة لا تشير إلا لحقيقة وجوده، حتى أنه يتضح اليوم أكثر وأكثر، بتزايد نيران حرب إسرائيل "نتنياهو" على المشروع الوطني الفلسطيني، في الوقت الذي لا تفاوض فيه "حماس" سوى على وجودها…!!
سبعة عشر عاما من هيمنتها على قطاع غزة، بسلطة القمع، والانقسام الانقلابية، كانت حماس خلالها تحث الخطى في دروب التبعية، ودروب عواصم التمويل الحرام، والأخطر كانت تحث خطاها، وبلهفة معيبة، في دروب عقد التفاهمات مع إسرائيل، غير أنها لم تسع أبدا، على نحو جدي، وصادق، وأمين، لأن تضع قدما في الدروب الوطنية، وأن تتوصل لتفاهمات مع السلطة الوطنية، وتنهي سلطة الانقسام، لصالح وحدة الصف الفلسطيني، التي تؤمن سلطة القانون الواحد، والسلاح الواحد، والقرار الوطني الواحد، التي لو تحققت ما كان لإسرائيل أن تشن حروبها المدمرة هذه، التي بتواصلها تضع القضية الفلسطينية اليوم برمتها، بين فكي الافتراس المطلق…!!!
سبعة عشر عاما لم تقدم حماس خلالها أي خدمة للقضية الفلسطينية، بل وعلى الضد تماما كانت بسياستها الاخونجية، والإيرانية، لا تخدم في المحصلة، سوى مشروع "نتنياهو" التدميري، للمشروع الوطني الفلسطيني، وإذا لم يكن هناك تفاهم مباشر، بين "حماس" و"نتنياهو" على ذلك، فإنه التخادم الواقعي الذي يقرره تقاطع المصالح، مثلما تقرره أوهام الاستحواذ، والسيطرة، بالقوة وغطرستها، وبما تدبر في ليل التآمر المدلهم…!!!
لم يعد ممكنا التغاضي عن كل ذلك بعد الآن، لقد بلغ السيل الزبى، وحياة فلسطين الآن، بأهلها، ومشروعها الوطني، في عين العاصفة، فلا بد من كلمة الحق، ووضع الأصبع على الجرح، والعلاج يبدأ من هنا، من كلمة الحق والأصبع على الجرح، دون أدنى شك.
رئيس التحرير
mat