الرئيسة/  مقالات وتحليلات

لا تختبروا صبر قيادتنا وعقلانيتها

نشر بتاريخ: 2017-11-19 الساعة: 10:27

موفق مطر لاجدوى من إمتحان جديد لإختبار صلابة  الموقف الفلسطيني وثبات القيادة عند الخطوط الحمراء، أما محاولات تقديم خدمة لدولة الاحتلال بدفع القيادة لتجاوزها، فهذا مايمكن وصفه بالجهل أو تصديق الأوهام، فنحن نفترض وجود كتاب للتجربة مع القيادة الفلسطينية منذ ولوجها العملية السياسية حتى قبل إنطلاق مؤتمر مدريد.
قد يكون مفيدا للذين بيدهم (مفاتيح الصفقات الكبرى) في المنطقة، ومفتاح الصفقة الأكبر لحل القضية الفلسطينية التأكد من نتائج كل التجارب السابقة لأنهم وبمراجعة دقيقة سيكتشفون أن الرئيس محمود عباس، ومن قبله الرئيس ياسر عرفات رحمه الله لم يخضعا لضغط أو تهديد، وإن الواقعية في مدرسة السياسة الفلسطينية لاتعني التفريط أو القبول بأقل من ثوابت الحد الأدنى المعلنة في وثيقة الاستقلال الصادرة عن المجلس الوطني في الدورة 19 من العام 1988 وعنوانها قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس على أرض فلسطين .
في كل صفحة من كتاب التجربة الأميركية مع قيادتنا الوطنية تحديدا، سيكتشف قادة الإدارة الأميركية أن قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية ورئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس الذي حمل أمانة المسؤولية  والقرار الأول بعد الرئيس الشهيد ياسر عرفات بإنتخابات ديمقراطية، لم ولن يقبل أي حل يتعارض مع أهداف الشعب الفلسطيني المعلنة في برنامج منظمة التحرير، أو يمس الحقوق المقررة في مواثيق وقوانين الشرعية الدولية، ولايتوافق مع قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، وقرارات الإجماع العربي المساندة في مؤتمرات القمة، على رأسها المبادرة العربية، وأنه لن يرفض أي حل يحقق الحرية والاستقلال والسلام للشعب الفلسطيني، ويؤمن سيادته على حدود دولته ومواردها، ويؤمن تواصلها مع عمقها العربي بلا حواجز الاحتلال الاسرائيلي أو ثكنات الاستيطان الإستعماري العنصري .
تملك الولايات المتحدة الأميركية القدرة على نصب ميزان العدل لحل قضية فلسطين، لكنها لاتملك القدرة لإقناعنا بقبول الظلم أوالخضوع للاحتلال الاسرائيلي، فالأمر لايتعلق بصراع شركات على الأسواق، أو من أجل إنجاح تحالفات مرتبطة بمصالح هنا وهناك،  وإنما بصراع من أجل ديمومة وجودنا في أرض وطننا فلسطين، وعودة الذين اضطرتهم جرائم الجيش الإسرائيلي إلى الهجرة من بيوتهم وأراضيهم طلبا للحياة منذ أكثر من سبعين عامًا .
نحن معنيون بعلاقة جيدة بل وممتازة مع الإدارة الأميركية، وبعلاقات إحترام مع أي دولة في العالم، ومعنيون أيضا بإيصال قادة الولايات المتحدة إلى الإقتناع بشرعية حقوقنا، وأننا لانطلب منهم الإنحياز إلينا بقدر ما نطلب منهم  الإنحياز إلى قيم الحرية والعدل وقوانين الحقوق السياسية والانسانية التي تقوم عليها أركان دولتهم العظمى، وبذات الوقت نعلمهم أن معادلة السلام في المنطقة الأهم والأكثر حيوية في العالم، لن تكتمل بدون الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
قد تستطيع دولة عظمى فرض وقائع على أرض صراع في منطقة ما بقوة السلاح، أو استخدام نفوذها المتعدد الأطراف، والضغوط التي تبدأ بالسياسية ولاتنته عند الحصار الإقتصادي والمالي، لكنها لاتملك كلمة السر التي تمكنها من تمرير ماتشاء على شعب حر، باتت لتجاربه في الصمود وإبداع وسائل النضال مدرسة يرتادها المؤمنون بالحرية، فمشيئة وإرادة الشعب الفلسطيني هي القدر الذي سيرسم ملامح مستقبل أرض فلسطين التاريخية والطبيعية، وحقوق كل إنسان يعيش عليها.
يتطلع شعبنا إلى يوم تستجيب فيه الدول الكبرى الحافظة لتوازن العالم الى ليس إلى نداء الحق وحسب، بل إلى نداء مصالحها الكامنة في الإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة والعضوية في الأمم المتحدة، ولا يتطلع إلى حروب وصراعات دموية، لكن لايتمنى على أي كان إختبار صبر قيادته وعقلانيتها وواقعيتها السياسية التي تمثل إرادته في خطواتها وتوجهاتها وبرنامج العمل الوطني الذي ينظم حركتها في كل اتجاهات ومسارات القضية.
تستطيع الإدارة الأميركية اغلاق مكتب تمثيل لمنظمة التحرير الفلسطينية، لكن كل قوى الإستعمار والاحتلال المتعاقبة على أرضنا لم تستطع إغلاق دروبنا نحو الحرية، فنحن سنفتح ألف درب وطريق إلى وطننا الحر كما نراه أبداً، ونفتح ملايين الدروب لترسيخ عدالة قضيتنا في وعي الشعوب  كلما أغلقوا بوجهنا دربا أو طريق.

 

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024