الرئيسة/  مقالات وتحليلات

معركة مصر مع الارهاب الدولي

نشر بتاريخ: 2017-10-22 الساعة: 10:13

موفق مطر يهدف الارهابيون بضرباتهم الدموية المؤلمة لقوات الأمن في الشقيقة مصر العربية ، الى اعادة مصر الى مربع الانشغال بذاتها،وابعادها عن عن مركز الثقل في القضية الفلسطينية ..ذلك أن مشغلي الارهابيين يدركون جيدا أن مايصيب مصر يصيبنا ، وما يؤلم مصر يؤلمنا ، وما تفرح له مصر يسعدنا ،  وأن انتصار مصر على الارهاب انتصار لعروبتنا وانسانيتنا ولقضيتنا .  

نعرف جيدا أن الجماعات والتنظيمات الارهابية الاجرامية العاملة في سيناء أو في اي مكان بمصر العربية لايمكنها لوحدها مهما بلغت قدراتها من الوصول الى اهدافها وتنفيذ جرائمها مالم تك مسنودة بمعلومات دقيقة ، لاتستطيع الحصول عليها  الا دول تملك وسائل تجسس واستطلاع ، تمكنها من رصد نقاط الضعف لدى قوات ألأمن المصرية التي استطاعت في الفنرة المضاية تحقيق ضربات موجعة وقاضية على مخابىء ومخازن وقواعد الارهابيين.

ضرب المجرمون الارهابيون مما يسمى ( حسم ) في الواحات في الجيزة أول أمس، و قبل ايام معدودة ضرب المجرمون الارهابيون الدواعش في سيناء ،  واللافت أن  عدد الشهداء من قوات  الأمن المصرية في العمليتين  غير مسبوق  ، مايعني ان الذين خططوا وساعدوا ونفذوا العمليتين  يملكون أكثر بكثير مما تملكه  جماعات او تنظيمات ارهابية ، وأهدافهم من سفك دماء الجنود والضباط المصريين ، خلخلة ان لم يكن تدمير ركائز التدخل الايجابي المصري الحاسم لانهاء الانقسام الفلسطيني .

ليست مصادفة تزامن جرائم جماعة الاخوان المسلمين مع كل مرحلة جديدة ، تسعى القيادة السياسية في مصر العربية خلالها الى المساهمة بجدية في مساعدة  الفلسطينيين على استعادة وحدتهم الوطنية ، وتكريس وحدانية السلطة الفلسطينية ، وألأمن والقانون في قطاع غزة ، انسجاما مع مبادىء سياستها القومية ، وتلبية لمتطلبات امن مصر .

الارهابيون ومن ورائهم المشتغلون على ادامة الانقسام الفلسطيني ، بدوائرهم الثلاثة أكبرها دولة الاحتلال اسرائيل ، وثانيها قوى اقليمية لها موقف مضاد من قيادة مصر العربية ، وقيادة فلسطين ، وكذلك رؤوس جماعات وتنظيمات محلية ، على جانبي الحدود المصرية الفلسطينية ، هم المتكسبون من واقع  حال دام عشر سنوات في قطاع غزة ، حيث استطاع رؤوس متنفذون في الجماعات العاملة على تأصيل الارهاب استغلال العقد الماضي لتطوير تجارة السلاح وتهريب الارهابيين وتدريبهم في الاتجاهين، وتمكنوا جميعا بحكم المصالح المشتركة المرتبطة مباشرة ببعضها عبر أدوات وسراديب اتصال سرية من زعزعة أمن مصر ، كما تمكنوا من احباط كل المحاولات السابقة  لتنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وانهاء الانقسام ، وعملوا على جعل المصالحة الفلسطينية اشبه بالمستحيل.

يعرف المجرمون الارهابيون كل اساليب واشكال الجريمة ضد الانسانية ، ويتخذون من عمليات سفك الدماء طقوسا ، لارضاء ذات الشر المحركة لنزعاتهم ورغباتهم ، لكنهم لايعلمون أنهم في معركة قصرت او طال أجلها ، مع شعب مصر، وجيشها ، وقيادتها ، مع الحضارة ، مع فكر قومي عربي تحرري وحدوي تقدمي ديمقراطي مدني ، وأن خيانتهم لمصر ، تعني انسياقهم طوعا الى الهاوية وقاع الجحيم ، فمصر التي جابهت الغزاة وقاومتهم ، ولم ينعموا باستقرار على أرضها ، لن يكون للمجرمين الخونة الارهابيين اثر على ثراها الطيب .

سيكتشف الأشقاء المصريون عاجلا أو آجلا أنهم يواجهون ارهابا دوليا ، وليس جرائم ( حسم ) او( داعش ) أو مايسمى (بيت المقدس) وحسب ، فوراء هذه المسميات، وتحت جلابيب ولحى الارهابيين يتخفى عملاء مخابرات من دول في الاقليم ، طالما نازعت ثورة الشعب المصري الذي اعاد لمصر وجهها وقلبها الحقيقي بعد محاولة جماعة (الاخوان المسلمين ) اغتصابها ليتسنى لهم ربط مصر وتاريخها ونسبها باسمهم !! وهذا مالم ولن يحدث الا اذا فاض النيل وأغرق مصر وبلغ ذروة أهراماتها !.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024