الرئيسة/  عربية ودولية

ميركل تحاول تشكيل حكومتها بعد نتائج ضعيفة في الانتخابات

نشر بتاريخ: 2017-10-19 الساعة: 08:55

 برلين- أ.ف.ب- بدأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أمس، مشاورات صعبة لتشكيل ائتلاف حكومي من أحزاب متعددة ومن كافة الاطياف السياسية بعد تحقيق حزبها المحافظ نتائج ضعيفة في الانتخابات.

وبدأ معسكر المحافظين الذي فشل في تحقيق غالبية مريحة في انتخابات 24 ايلول، مشاورات مع الحزب الديموقراطي الحر من الاتجاه الليبرالي المدافع عن مصالح الشركات، تتبعها بعد الظهر مشاورات مع حزب الخضر أنصار البيئة، ذي التوجه اليساري.

ولمنع انهيار يمكن ان يحتم اجراء انتخابات جديدة يتعين على كافة الاطراف في الاسابيع المقبلة التوصل الى تسويات صعبة حول مسائل شائكة من الهجرة الى اصلاح الاتحاد الاوروبي والسياسة المتعلقة بالمناخ.

واذا سارت مشاورات الاربعاء على نحو جيد، تلتقي جميع الاطراف الجمعة لبدء مفاوضات يمكن ان تفضي الى تشكيل حكومة، ربما بحلول كانون الثاني، في أكبر اقتصادات الاتحاد الاوروبي.

وقد تؤدي هذه المفاوضات الى إئتلاف ثلاثي، سيكون الاول من نوعه، يضم المحافظين والليبراليين والخضر تطلق عليه تسمية "ائتلاف جامايكا" بسبب تطابق الوان أحزابه الثلاثة مع علم جامايكا.

علما ان هذا التحالف موجود على مستوى الاقاليم منذ أشهر عدة في شليسفيغ هولشتاين في شمال ألمانيا.

وقال المفاوض باسم حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي الكسندر دوبرينت لدى توجهه الى المحادثات مع المحافظين، "اذا قررت التوجه في رحلة الى جامايكا عليك توقع طقس عاصف".

وتأتي المفاوضات الحساسة في توقيت تبدو فيه ميركل، التي لطالما اعتبرت اكثر الزعماء الاوروبيين نفوذا، انها فقدت زخمها في ما يعتقد كثيرون انها آخر ولاية لها كمستشارة لالمانيا.

ويأخذ المنتقدون على الزعيمة المخضرمة أسوأ نتائج حققتها منذ 1949 لحزب المسيحيين الديموقراطيين، اضافة الى هزيمتها في انتخابات محلية الاحد الماضي.

 

وكتبت صحيفة سودويتشه تسايتونغ "حتى قبل سنتين، بدا أن ميركل لا تقهر. لقد زالت تلك الهالة الآن وبدأت قوتها كذلك تنحسر. إذا كان لدى الحزب المسيحي الديموقراطي اي شخص جاهز للتحدي، سيتعين على ميركل ان تشعر بالقلق".

واذا كان حزب ميركل يواجه مشكلات فإن حلفاءها البافاريين في الاتحاد المسيحي الاجتماعي في فوضى واضحة ويخشون هزيمة اخرى في انتخابات برلمان المقاطعة العام المقبل.

وبعد معارضته المستمرة لقرار ميركل السماح لاكثر من مليون طالب لجوء بالدخول، أظهر الاتحاد المسيحي الاجتماعي تحولا كبيرا الى اليمين لاستعادة أصوات الناخبين من حزب "البديل لالمانيا" المعادي للهجرة.

واعلن زعيم حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي هورست سيهوفر ان الحد من الهجرة هدف يكتسب "اهمية كبيرة جدا".

وقال دوبرينت ان انتخابات الاحد في النمسا وفوز المرشح اليميني سيباستيان كورتز تظهر ان على المسيحي الديموقراطي وحليفه المسيحي الاجتماعي "التموضع كقوة محافظة في هذه المشاورات".

وتعزز مثل هذه التصريحات انعدام الثقة مع الخضر، الحزب الذي ظهر في انتخابات ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كحركة احتجاج على حرب فيتنام والاسلحة النووية والمؤيد لمجتمع متعدد الثقافات يرحب باللاجئين.

واشار زعيم الخضر يورغن تريتن الى الميول الشعبوية المتزايدة اليمينية في تكتل المسيحي الديموقراطي والمسيحي الاجتماعي، وحذر من ان مطالبهم المتشددة إزاء مسألة اللاجئين ستشكل "عراقيل هائلة".

وتعتبر المشاورات مع الشريك الاخر "الحزب الديموقراطي الحر" اكثر سهولة، فقد شارك الحزب في حكومات مع المحافظين لفترات طويلة حتى خروجه المذل من البوندشتاغ (البرلمان) في الانتخابات الاخيرة عام 2013.

وزعيم الحزب الشاب كريستيان ليندنر الذي قاد الحزب داخل البوندشتاغ، قدم مطالبه وعينه على وزارة المالية. عشية المشاورات حذر ليندنر ميركل من القيام بأي خطوات جريئة إزاء الاتحاد الاوروبي، خاصة اذا كانت تكلف دافعي الضرائب الالمان، قبل تشكيل اي حكومة جديدة.

وقال لصحيفة فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ "اتوقع من ميركل ... ان توضح ان حكومتها تقوم فقط بدور تصريف الاعمال" مضيفا ان "المانيا حاليا ليست في موقع اتخاذ قرارات".

ووسط المصالح المتضاربة واسابيع من المساومات حول المناصب والسياسات، تنبأ موقع "در شبيغل" على الانترنت انه "مع قليل من الحظ، يمكن لالمانيا ان تحظى بحكومة جديدة بحلول كانون الثاني".

واورد الموقع ان "ألمانيا تشهد ظاهرة غريبة (...) ائتلاف جديد يتم التفاوض عليه من جانب احزاب لا تريده حقا، فيما القوة والهالة المحيطة بالمستشارة السابقة والمقبلة انغيلا ميركل تتداعى".

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024