الرئيسة

اطلاق أكبر برنامج استثماري للطاقة الشمسية في فلسطين

نشر بتاريخ: 2017-09-14 الساعة: 10:30

 رام الله-القدس- تبنّى صندوق الاستثمار الفلسطيني، رؤية شاملة في قطاع الطاقة تساهم في استقلالية هذا القطاع عن الجانب الإسرائيلي، وتخفض أسعار الكهرباء على المستهلكين المحليين في جميع القطاعات.

وأسس الصندوق، باعتباره مؤسسة وطنية سيادية هدفها النهوض بالاقتصاد الفلسطيني في مختلف القطاعات، شركة "مصادر"، كشركة متخصصة تعمل على تطوير واستغلال الموارد الطبيعية الفلسطينية.

وتشكل "مصادر"، الذراع الاستثماري للصندوق في تنفيذ استراتيجية استثمارية متكاملة، تجمع ما بين موارد القطاع العام، وإمكانيات القطاع الخاص، والتي تشمل مجموعة من المشاريع في قطاع الطاقة بمصادرها التقليدية كالغاز والنفط، ومصادر الطاقة المتجددة كتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.

وأوضح صندوق الاستثمار في بيان له، "أن الصندوق أطلق برنامج نور فلسطين، لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية، والذي يستهدف القطاعات المنزلية، التجارية، الصناعية، الزراعية، والقطاع العام، ويقوم على مبدأ تطوير أنظمة طاقة شمسية على الأسطح تتناسب مع حجم الاستهلاك، إلى جانب تطوير محطات طاقة شمسية في عدد من محافظات الوطن، بحيث يتم استخدام الكهرباء المنتجة من هذه الأنظمة لتخفيض فواتير الكهرباء للمستفيدين النهائيين، حيث ستصل نسبة التوفير الى 50% من قيمة الفواتير خلال العمر الافتراضي للنظام والبالغ 25 سنة".

وقال محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني، "إن برنامج نور فلسطين، يهدف لتحقيق عدة نقاط هامة في مجال الطاقة، وعلى رأسها المساهمة في تحقيق أمن الطاقة كقاعدة أساسية لتحقيق الاستقلال الاقتصادي، على اعتبار أن هذا القطاع يشكل قطاعاً محورياً في تطوير كافة القطاعات الاقتصادية، ولقد آثرنا تركيز استثماراتنا في القطاعات الإنتاجية وعلى رأسها قطاع الطاقة".

وأضاف، "إن "نور فلسطين"، هو أحد مشاريع الطاقة التي ينفذها ويشرف عليها الصندوق، بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص، لتنويع مصادر الطاقة، وعدم الاكتفاء بمصادرالطاقة التقليدية كالنفط والغاز، والتوجه نحو المصادر غير التقليدية (المتجددة) على اعتبار أنها متوفرة، كالطاقة الشمسية التي تعتبر متاحة على مدار العام تقريباً في فلسطين، والاستفادة من التقدم الحاصل على مستوى العالم في مجال إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية".

وقال مصطفى: "الأهم بالنسبة لنا، هو البدء تدريجياً بتنفيذ خطة نحو إحراز استقلال مواردنا عن إسرائيل، وخاصة الطاقة، بحيث أن كل كيلواط ينتج محلياً يوفر علينا شراءه من إسرائيل ومصادر أخرى، بالإضافة إلى أن استراتيجية الصندوق تستند على التحول قدر الإمكان إلى الإنتاج، والاستقلال عن التبعيىة الاقتصادية لإسرائيل".

ورأى رئيس مجلس إدارة الصندوق، أن استخدام الطاقة الشمسية هو جزء من الحل، وقال: "نحن نعمل على تطوير حقل غزة مارين في قطاع غزة، ونعمل على تجهيز الدراسات اللازمة للبدء بالتنقيب عن النفط في الضفة الغربية على مساحة امتياز تبلغ 420 كم، كما أنه تم وضع حجر الأساس لمحطة جنين لتوليد الطاقة الكهربائية بالشراكة مع عدد من الشركاء المحليين من القطاع الخاص الفلسطيني".

وقال: "إن استخدام مصادر الطاقة (المتجددة والتقليدية)، سيساهم بشكل كبير للوصول إلى تحقيق استقلال الطاقة في فلسطين، وهذا هدفنا في هذا المجال".

بدوره، قال عازم بشارة، مدير عام شركة مصادر: "إنه تم الانتهاء من الأعمال المدنية والهندسية اللازمة لبناء المحطات في كل من طوباس والأغوار، والاتفاقيات اللازمة لشبكها على شبكات توزيع الكهرباء، كما تم الانتهاء من تقييم العطاءات الخاصة ببناء تلك المحطات وسيتم البدء بتوقيع اتفاقيات مع عدد من الشركات للبدء بتركيب الأجهزة والمعدات الخاصة وربطها مع شبكات الكهرباء خلال شهرين من الآن".

وتابع: "يتوقع أن يتم تشغيل أول محطة من هذه المحطات خلال الربع الثاني من عام 2018 على أبعد تقدير، وبالإضافة الى الفائدة المباشرة على القطاعات المشتركة في هذه المحطة بتحقيق توفير في فواتير الكهرباء تصل الى 50% على مدار 25 سنة، ستساهم هذه المحطات في استقلالية قطاع الكهرباء عن إسرائيل وفي خلق فرص عمل والمساهمة في تطوير قطاع الطاقة المتجددة في فلسطين".

وفيما يتعلق بتمويل هذه المحطات، أشار بشارة إلى أن شركة "مصادر" ستقوم بتمويل بناء المحطات بشكل كامل وستقوم بمساعدة المستفيدين النهائيين في الحصول على تمويل من البنوك المحلية لتمويل حصصهم في تلك المحطات.

وبدأت أولى الخطوات العملية لهذا البرنامج من خلال بناء حقول خلايا شمسية لتوليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية، وذلك في محافظات أريحا وطوباس وجنين، بقدرة إجمالية تصل إلى 23 ميغاواط.

وأعلن الصندوق قبل أسبوعين عن إطلاق محطة النويعمة للطاقة الشمسية في محافظة أريحا والأغوار، والتي تعتبر باكورة مشاريع برنامج نور فلسطين للطاقة الشمسية. وبحجم استثماري بلغ عشرة ملايين دولار، وعلى مساحة تمتد على 100 دونم، ستقوم المحطة بإنتاج 7.5 ميغاوط من الكهرباء سيتم ضخها إلى شبكة الكهرباء التابعة لشركة كهرباء محافظة القدس، ونقلها بالعبور لتغطية استهلاكات متعددة تابعة للمستفيدين النهائيين في محافظة رام الله والبيرة والقدس، وتشمل هذه الاستهلاكات إنارة شوارع ومضخات مياه لبعض البلديات وكذلك منشآت تجارية.

وأبدى عدد من البنوك المحلية ارتياحهم لنموذج العمل المعتمد في برنامج نور فلسطين للطاقة الشمسية، بسبب وجود شركة مصادر في جميع مراحل تطوير المشروع من بدايته حتى التشغيل الفعلي، سواء كان ذلك في الحصول على الأراضي المناسبة، أو من خلال إجراء التقييمات الفنية للمواقع، وطرح العطاءات والتعاقد مع المقاولين، وتوقيع الاتفاقيات التجارية والفنية مع جميع الأطراف كشركات توزيع الكهرباء المحلية.

وتهدف فلسطين بحلول عام 2020 من الحصول على 10% من الطاقة الكهربائية عبر مصادر الطاقة المتجددة، بقدرة تبلغ 130 ميجاواط. ويبلغ استهلاك الضفة الغربية وقطاع غزة من الطاقة الكهربائية، نحو 1300 ميجاواط، موزعة بين 500 ميجاواط لقطاع غزة، و800 ميجاواط في الضفة الغربية.

وفي خطوة نوعية أخرى، تم تركيب نظام توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على أسطح المباني التابعة لمقر الرئاسة في مدينة بيت لحم، ضمن برنامج نور فلسطين، وتبلغ قدرة هذا النظام 100 كيلو واط ويهدف إلى تلبية جزء من احتياجات تلك المباني من الطاقة الكهربائية، وبالتالي توفير فاتورة الكهرباء الشهرية الخاصة بالمقر، بحيث سيتم تشغيل هذا النظام خلال الشهر المقبل.

ووقع الصندوق خلال وقت سابق من العامين الجاري والماضي، مذكرات تفاهم مع بلديات رام الله والبيرة وقلقيلية وجنين وطوباس، لتلبية احتياجاتها لإنارة الشوارع والمباني التابعة للبلديات، وتشغيل محطات تكرير المياه العادمة وضخ المياه.

 

 

doh

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024