الرئيسة/  مقالات وتحليلات

مقاومة الزهار.. لضمان سلطان حماس فقط!!

نشر بتاريخ: 2017-09-07 الساعة: 14:08

بقلم موفق مطر- يعلم الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحماس عندما يتحدث عن المقاومة، فإنه يقصد جماعته التي حولت هذه الوسيلة النبيلة الى مجرد سلعة، أو في أحسن الحالات لأسهم للمضاربة في بورصة التجنحات والولاءات الاقليمية، والا لما تجرأ على اتهام رؤساء دول عربية بدفع أهل غزة "للوقوف في وجه المقاومة" اي ضدها.

ليس فلسطينيا ولا وطنيا ولا عربيا حرا ذلك الذي ينادي الشعوب بموقف ضد المقاومة، ذلك انها وسيلة الشعوب المظلومة، والواقعة تحت الاحتلال وسبيله للتحرر والاستقلال، وهذه مبادئ مرتبطة بجذر الحياة  والحرية  المقدس.

كلام الزهار يعبر عن حقيقة مدرسة الاخوان والجماعات الاسلاموية الذين ذهبوا الى ابعد الحدود في تقديس الوسائل، وجعلها الهدف، وطمس المبادئ، وحرف الجمهور البسيط لمنعه من التماس سبل التفكر، والتعقل، وإعمال ميزان التجربة في تقدير المواقف في الحياة المعاصرة، وكف قدرته على تبصر متطلبات العصر المنسجمة اصلا مع المبادئ والقيم  الانسانية  والاخلاقية  بناء الانسان.

 المقاومة وسيلة، تقررها غالبية الشعب المظلوم وتقررها وفق ما تقتضيه وقائع وشروط زمان ومكان ونوع الظلم ومصدره، فالشعوب التي ناضلت وكافحت وتحررت وبلغت الاستقلال  عرفت المقاومة المسلحة وأبدعت، وعرفت شعوب اخرى المقاومة السلمية، فيما دمجت شعوب بين المقاومتين، فأعملت احداها في ظروف، وانتهجت الاخرى عندما تغيرت الظروف، لكن خيار المقاومة كأسلوب لم يسقطه شعب حر في الدنيا، فهل سيصدق عاقل ما يدعيه الزهار بأن قيادة الشعب الفلسطيني، وقيادة حركة التحرر الوطنية  الفلسطينية، تسعيان لاسقاط هذا الاسلوب المشروع في القانون الدولي؟!. فالدعوة لمقاومة شعبية سلمية، بمواكبة نضال ومقاومة سياسية ودبلوماسية لتغيير قواعد الصراع مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني الاستعماري الاسرائيلي، وكذلك المقاومة الاقتصادية والفكرية والثقافية والتعليمية، لأنها الأجدى والانفع في الظروف الراهنة، ولأنها على المدى البعيد ترسخ مبدأ تقديس الحياة للفرد خصوصا وللشعب عموما، وتبرز الوجه الحضاري للشعب المقاوم، أما المتصدي لهذه المسؤولية والعملية المعقدة من أشكال الكفاح التحرري فإنه يدرك جيدا أن هذه المقاومة تحتاج الى عقول مدبرة وجهود مناضلين توازي قدرات الذين حملوا عبء الكفاح المسلح في فترة وجوبه ان لم يكن اكثر خاصة ان الأمر متعلق في مرحلة المقاومة الشعبية السلمية بعملية بناء مؤسسات دولة، فيما المرحة السابقة لا تعنى بأكثر من بناء قواعد ومنظومات اسلحة لا تقارن بقدرات وامكانيات وتكنولوجيا منظومة سلاح دولة الاحتلال اسرائيل.

 هناك فرق بين من اتخذ المقاومة المسلحة وسلاحها كوسيلة لتحقيق الانتصار والاستقلال، اي تحقيق حياة حرة كريمة لأفراد للشعب، وتكريس تجارب الالتزام والانضباط والولاء للوطن في عملية بناء الوطن، وبين من اتخذها كشعار مقدس لاخفاء مآربه في السيطرة على  الحكم والسلطة حتى ولو كان ثمن ذلك سفك دماء مناضلين وطنيين مقاومين حقيقيين، كما فعلت حماس اثناء انقلابها الدموي عام 2007 وما قبله، وبين من حولها (المقاومة) الى مجرد جواز مرور للعبور الى مراكز دول اقليمية معادية اصلا لفكرة تحررنا الوطني واستقلال دول شعوبنا العربية، وخارقة لسيادتها!

 لقد حولت جماعة حماس المقاومة الى آلة طحن لبنيان الانسان الفلسطيني وتحديدا في قطاع غزة، وتكسير وتفكيك لمقدراته وقدراته المادية، وبنيته التحتية، والأفظع من كل ذلك  تحويلها الى ماكينة تبث الدعاية للموت، والانسحاب كجثامين طوعا او كرها الى المقابر، على حساب الدعوة للحياة والاستبشار بالمستقبل!.

لعلم الدكتور الزهار فان القائد الرمز ياسر عرفات – رحمه الله - قد وافق على طلب القيادات اللبنانية لخروج قوات الثورة الفلسطينية من بيروت بعد معارك بطولية  مع  جيش الاحتلال الاسرائيلي وحصار دام اكثر من ثمانين يوما حتى يكفي بيروت وأهلها شر حرب بكل صنوف الاسلحة وأحدثها في ترسانة اسرائيل، حيث استهدف السكان اللبنانيين والفلسطينيين الأبرياء على حد سواء، فالرحمة بالناس، وتجنيب الأبرياء الويلات والمصائب  والدمار والموت العبثي المجاني هو جوهر ومعنى القيادة.

الاحتلال الاسرائيلي يريد لنا الموت، أما نحن فنقاومه بأساليب تؤكد تشبثنا بالحياة ومعانيها الفاضلة، والغريب اما قادة حماس - حسب تصريحات الزهار وحماد على سبيل المثال لا الحصر– فيسعون لأمجاد يرفعون صروحها على عظام اهلنا في غزة وركام بيوتهم، والدليل آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى وآلاف الاوطان الصغيرة المدمرة (البيوت)، أما المقاومة التي يدعيها الزهار فهي الغطاء لضمان بقاء حماس وشعار حماس وحكم حماس فقط!!.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024