الرئيسة/  عربية ودولية

تيلرسون يحذر باكستان من دعم طالبان وإسلام أباد تعبر عن "خيبة أملها" من الموقف الأمريكي

نشر بتاريخ: 2017-08-23 الساعة: 09:12

واشنطن-فرانس24-أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الثلاثاء، أن باكستان قد تفقد وضعها كحليف رئيسي للولايات المتحدة، في حال لم تعمل على تغيير سياستها إزاء طالبان أفغانستان، في وقت عبرت إسلام آباد الأربعاء عن "خيبة أملها" من الموقف الأمريكي.
وردا على سؤال صحافي حول ما إذا كانت واشنطن مستعدة لخفض مساعدتها، وفرض عقوبات، وحتى التوقف عن اعتبار باكستان "حليفا أساسيا غير عضو في الحلف الأطلسي"، قال تيلرسون "كل هذه الأمور مطروحة على الطاولة في حال رفضوا تغيير تصرفاتهم او تعديل مقاربتهم إزاء العديد من المنظمات الإرهابية التي تجد ملجأ لها في باكستان".
وتابع تيلرسون "لدينا بعض وسائل الضغط، أكان في إطار المساعدات أو بالنسبة إلى وضعهم كشريك غير عضو في الحلف الأطلسي، كل ذلك يمكن أن يعاد البحث فيه".
وباكستان هي واحدة من 16 دولة تستفيد حاليا من هذا الوضع المميز الذي يتيح إقامة تعاون عسكري وثيق مع الولايات المتحدة.
ورفض تيلرسون الرد بشكل واضح حول ما إذا كان يمكن أن توجه الولايات المتحدة ضربات جوية في باكستان، واكتفى بالقول "أن الرئيس قال بشكل واضح جدا بأننا سنواجه الإرهابيين أينما كانوا".
وشدد تيلرسون على البعد "الإقليمي" للاستراتيجية الأمريكية في أفغانستان والتي تشمل باكستان والهند أيضا، وقال إن "الهدف منها الضغط على طالبان لكي يفهموا أنهم لن ينتصروا على أرض المعركة".
وختم تيلرسون بالقول "بإمكان باكستان أن تلعب دورا مهما لدفع طالبان إلى طاولة المفاوضات".
إسلام أباد تعرب عن "خيبة أملها"
في المقابل عبرت إسلام آباد الأربعاء عن "خيبة أملها" جراء تصريحات لترامب اعتبر فيها أن باكستان شكلت "ملاذاً للإرهابيين" الذين يزعزعون أمن أفغانستان.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان "ليس هناك بلد في العالم عانى من آفة الإرهاب كما عانت باكستان، وغالبا عبر أعمال منظمة تتجاوز حدودنا. لذا فمن المخيب للآمال أن تتجاهل التصريحات الأميركية التضحيات الجسام للأمة الباكستانية".
وكان ترامب قال الإثنين إن باكستان "ستخسر كثيرا إذا واصلت إيواء مجرمين وإرهابيين" يزعزعون أمن أفغانستان المجاورة، مشددا على أن هذا الوضع يجب أن يتغير "فورا".
لكن إسلام آباد رفضت هذه الاتهامات، وقالت الخارجية الباكستانية في بيانها الأربعاء إن "باكستان لا تسمح باستخدام أراضيها ضد بلد آخر. بدلا من الاستناد إلى مزاعم خاطئة عن إيواء (إرهابيين)، يجب على الولايات المتحدة العمل مع باكستان بهدف استئصال الإرهاب".
ودعت الخارجية الباكستانية في بيان إلى "السلام والاستقرار في أفغانستان"، مؤكدة "رغبة باكستان المستمرة في العمل مع المجتمع الدولي على القضاء على آفة الارهاب".
كابول ترحب وطالبات تهدد
من جهتها رحبت الرئاسة الأفغانية الثلاثاء بقرار ترامب العدول عن أي انسحاب لبلاده من أفغانستان ممهدا الطريق أمام إرسال جنود إضافيين، في وقت توعدت حركة طالبان الأميركيين بـ"مقبرة جديدة" ردا على هذا الاعلان.
وقال الرئيس الأفغاني أشرف غني خلال زيارة للقوات الأفغانية في قندهار، مهد حركة طالبان الأفغانية، "إنه يوم تاريخي بالنسبة إلينا. اليوم اثبتت أمريكا أنها تقف معنا بدون أي مهلة زمنية".
وتوجه لحركة طالبان بالقول "لا يمكنهم الانتصار في هذه الحرب. أبواب السلام والمفاوضات مفتوحة أمامكم".
لكن حركة طالبان سارعت بالرد على غعلان ترامب متوعدة الأمريكيين بـ"مقبرة جديدة" في حال أصروا على البقاء في هذا البلد.
وقال المتحدث باسم  الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان "إذا لم تسحب الولايات المتحدة جنودها من افغانستان، فإن أفغانستان ستصبح قريبا مقبرة اخرى لهذه القوة العظمى في القرن الواحد والعشرين". وقال مجاهد "طالما هناك جندي اميركي واحد على أرضنا، وطالما أنهم مستمرون بالحرب ضدنا، سنستمر في جهادنا".
ترامب "غير متسرع" بخصوص انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان
وفي خطاب استمر حوالى عشرين دقيقة، لم يحدد ترامب الاثنين أي أرقام حول مستوى الانتشار العسكري في افغانستان وأي مهلة زمنية له، معتبرا أن الدخول في هذه التفاصيل يعطي "نتائج عكسية".
لكنه أكد قناعته الراسخة بأن انسحابا متسرعا من أفغانستان سيوجد فراغا يستفيد منه "الإرهابيون" من عناصر القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي بادرة نادرة، أقر ترامب صراحة بتبديل موقفه حيال هذا الملف الشائك فقال في كلمة ألقاها من قاعدة فورت ماير إلى جنوب غرب واشنطن وكانت موضع ترقب شديد "حدسي الأساسي كان الانسحاب (...) لكن القرارات تكون مختلفة جدا حين نكون في المكتب البيضاوي".
وأيد ترامب مرارا قبل وصوله إلى البيت الأبيض انسحاب بلاده من أفغانستان وكتب على تويتر في كانون الثاني/يناير 2013 "لنغادر افغانستان" مضيفا "قواتنا تتعرض للقتل بيد افغان تولينا تدريبهم ونحن نهدر المليارات هناك. هذا عبث. يجب إعادة إعمار الولايات المتحدة".
وينتشر حاليا حوالى 8400 جندي أميركي في أفغانستان في إطار قوة دولية تعد بالإجمال 13500 عنصر وتقوم بصورة أساسية بتقديم المشورة لقوات الدفاع الأفغانية.

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024