الرئيسة/  ثقافة

شباط .. شهر أفلام الأوسكار في متحف محمود درويش!

نشر بتاريخ: 2018-02-06 الساعة: 10:03

رام الله- الايام- سيكون الجمهور الفلسطيني على موعد مع عدد من الأفلام المرشحة لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي (غير ناطق بالعربية) للعام 2018، ضمن مشروع "الأربعاء سينما" لشهر شباط، وينفذه متحف محمود درويش بالشراكة مع "نفائس"، كما اعتاد جمهور المتحف في السنوات الماضية، حيث يخصص هذا الشهر لعرض عدد من الأفلام المرشحة للجائزة الأبرز عالمياً، والتي سبق أن ترشحت لها فلسطين لأكثر من مرة عبر "الجنة الآن" و'عمر" لهاني أبو أسعد، وغيرهما في فئات أخرى من الجائزة، فيما ترشح من الدول العربية، فيلم "ذيب" الأردني العام الماضي للقائمة القصيرة للجائزة، وفيلم "القضية رقم 23" اللبناني هذا العام، وهو الفيلم الذي حصل عنه الفنان الفلسطيني كامل الباشا، بجائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا السينمائي، العام الماضي.

وسيكون الفيلم الروسي "مجرد من الحب" أو "غياب الحب" (Loveless)، أول هذه الأفلام، في الأربعاء السابع من الشهر الجاري، وتحديداً في السادسة مساء، الموعد الثابت لكافة عروض المشروع المتواصل منذ أربعة أعوام.

وحصل الفيلم على عدد من الجوائز الروسية والأجنبية، وتعد جائزة لجنة التحكيم لمهرجان كان السينمائي أبرز هذه الجوائز، وهو الفيلم الثاني لأندريه زفياغينتسيف، الذي يرشح للمنافسة على نيل جائزة الأوسكار، حيث كان فيلم "ليفياثان" قد رُشح لنيل هذه الجائزة في الفئة ذاتها قبل عامين، وعرض في المتحف بمدينة رام الله.

ويروي الفيلم قصة اختفاء طفل من أسرة تعيش حالة من الانفصال وإجراءات الطلاق، وتجري أحداثه على أطراف موسكو.

وأثناء انشغالهما ببيع شقتهما وخططهما المستقبلية وعلاقاتهما الجديدة، لا يجد الزوج والزوجة وقتا للتفكير في مصير ابنهما البالغ من العمر 12 عاماً ويندمان على إنجابه ويفكران في إرساله إلى مدرسة داخلية.

وبعد سماعه حديث والديه حول رغبتهما في التخلص منه، يبكي الطفل ليلاً ويهرب من بيته في اليوم التالي، ليبدآ البحث عنه دون أن يتوج بنتيجة.

ومن خلال مشاهد متماسكة في بعض الأحيان وعنيفة ومثيرة في أحيان أخرى، يتجاوز الفيلم حدود الدراما العائلية، ليعرض لقطات لواقع مرير تعيشه آلاف من العائلات الروسية قررت الزواج والإنجاب بسبب حدوث الحمل من دون أية مشاعر عاطفية.

و"مجرد من الحب" أو "غياب الحب" ليس مجرد عنوان الفيلم، بل يعبر عن جور هذا الفيلم عبر إظهاره لأنانية الكبار الذين ينهون علاقة، فيبدأون أخرى جديدة، متوهمين بأنها ستضع حداً لوحدتهم، ولكن اختفاء الطفل يربك حساباتهم.

ولا يكشف الفيلم عن مصير الطفل، مكتفياً بعرض مشهد في المشرحة، حيث ينفي الوالدان أن أمامهما جثة ابنيهما، بينما ينصحهما منسق عمليات البحث بإجراء تحليل للحمض النووي، في حين ينتقل الفيلم إلى مشاهد بعد مرور نحو عامين، فيما لا يزال الطفل غائباً، في الوقت الذي يواصل فيه أبواه حياتهما مع شريكين جديدين، من دون أن يجد أحد سعادة بحث عنها.

وكانت المرة الوحيدة التي حصلت فيها روسيا ما بعد السوفييتية على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي في العام 1995، وذلك عن فيلم "تعبون تحت الشمس" للمخرج نيكيتا ميخالكوف.

"المربع" السويدي الفائز بسعفة "كان"
وسيكون الجمهور الفلسطيني في الأربعاء الثانية من شباط 2018، على موعد مع الفيلم السويدي "المربع" (The Square) للمخرج روبن أوستلوند، المنافس ضمن القائمة القصيرة على "أوسكار أفضل فيلم أجنبي"، هو الذي سبق وأن فاز بالسعفة الذهبية في الدورة السبعين من مهرجان كان السينمائي، وهي الجائزة الأكبر في المهرجان، في أيار الماضي.

ويروي الفيلم قصة كريستيان وهو رجل مطلق وأب لطفلين يحب الاعتناء بهما، هو الذي يعمل كأمين لأحد متاحف الفن المعاصر، وهو أيضا من أولئك الذين يقودون سيارات كهربائية ويساندون القضايا الإنسانية الكبرى.

نتابع في الفيلم تحضيرات كريستيان للمعرض المقبل الذي يحمل عنوان "المربع"، وهدفه تذكير الناس بواجبهم تجاه الآخرين وتحفيزهم على الاهتمام بهم.

لكن يصعب أحيانا أن يوافق سلوكك القيم التي تدافع عنها، فحين يسرق هاتف كريستيان لم يكن رد فعله مشرفا... في نفس الوقت تطلق وكالة اتصال المتحف حملة إعلانية مدهشة لـ "المربع"، نتجت عنها ردود فعل غير منتظرة، تتسبب بما يمكن وصفه بأزمة وجودية لكريستيان.

يبدأ الفيلم بمقابلة بين صحافية أميركية وكريستيان، تحاول خلالها استيضاح معنى عبارة ذات وقع عميق كتبها في كتيب أحد المعارض، ويبدو أن كريستيان ذاته، لم يجد تفسيرا لمعنى عباراته الضخمة .. عبارات جوفاء رنانة تعطي إيحاء بالثقافة مع خواء جوهرها.

وفي "المربع" يأتي أيضا حادث عارض تماما ليكشف الخلل في صورة كريستيان التي تبدو كاملة مبهرة في ظاهرها. في طريقه للعمل وقبالة مدخل المتحف تصيح امرأة تركض في هلع طالبة النجدة قائلة إن هناك من يلحقها مهددا إياها بالقتل .. يتدخل كريستيان للمساعدة، كما يجدر برجل شهم، ولكنه يكتشف لاحقاً أن الأمر برمته كان حيلة لسرقة حافظة نقوده وهاتفه المحمول.

ويمكن وصف الفيلم بأنه "رحلة مجنونة وبها من الغرائبية الكثير وتزخر بالسخرية نبحر فيها في عالم كريستيان وعالم الفن الحديث والثقافة المعاصرة، والقيم التي تحتاج لاختبار لاكتشاف مدى صدقها".

"امرأة رائعة" من تشيلي
وفي الأربعاء الثالثة من الشهر الجاري، تستضيف قاعة الجليل في متحف محمود درويش، فيلم "امرأة رائعة" (A Fantastic Woman) للمخرج سباستيان ليليو، الذي يناقش قضية قلما طرحت بشكل درامي في السينما العالمية، ألا وهي قضية "المتحولين جنسياً"، عبر شخصية "مارينا" المتحولة جنسياً، والتي هي "امرأة رائعة" كما تظهر في الفيلم، فهي شجاعة ومفعمة بالأنوثة.

تحب مارينا أورليانو، ذلك الرجـــــل الذي يكبرها بأعوام كثيرة، تحبه دون هدف سوى أنها تحبه.. يتوفى فجأة، فيعري موته كل التحامل داخل المجتمع للمتحولين جنسيا، ولهذا النوع الذي يعتبرونه شاذا عن الطبيعي والذي يرونه مسخاً.

هي امرأة لا يعترف أحد بأنوثتها، وبشر لا يعترف أحد بهويته، ولكنها دوما صامدة قوية متحدية مجابهة.. تبكي أحيانا ولكنها لا تسقط ولا تنهزم، ولا تبادل الشر والكره بمثليهما.. تواجه ما تواجه من عداءات أسرة أورليانو بقوة دون أن تنكسر، كما تواجه المجتمع بفخر وكرامة كمتحولة جنسيا واثقة في نفسها تماماً.


مارينا مغنية وأورليانو صاحب مصنع للنسيج، أحبها بصدق مع علمه بأنها متحولة جنسياً، وانفصل عن زوجته وابنائه للعيش معها.. ذات أمسية بعيد الاحتفال بعيد ميلاد مارينا، يصاب أورليانو بأزمة قلبية يتوفى على إثرها.

ألم مارينا وقوتها وتحديها هو محور الفيلم المنافس على "أوسكار 2018"، في قصة تفضح عدم قدرة المجتمع على التعامل مع الاختلاف والاضطهاد والتهميش اللذين يتعرض لهما المتحولون جنسياً، حيث يصور المخرج بحساسية وتفهم بالغين شخصية مارينا وتفاصيل كفاحها وتصديها للمجتمع، هي التي تجد نفسها فجأة تخوض حرباً للمطالبة بأبسط حقوقها كامرأة تحب .. تطالب أن تحضر جنازة ذلك الرجل الذي أحبته، ولكن أسرة أورليانو تقف لها بالمرصاد وتضطهدها كل الاضطهاد بسبب هويتها الجنسية.

البائع الإيراني
ويختتم موسم الأوسكار في "الأربعاء سينما" بعرض الفيلم الإيراني "البائع" (The Salesman) للمخرج أصغر فرهادي، بالتعاون مع "عودة للإنتاج الفني"، وهو الفيلم الفائز بأوسكار أفضل فيلم أجنبي للعام 2017.

وكان مخرج الفيلم قاطع حفل توزيع هذه الجوائز في هوليوود احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب منع مواطني بعض الدول من دخول الولايات المتحدة، من بينها إيران، حيث قال في بيان تلي باسمه إنه لم يحضر "تضامناً مع الأشخاص الذين لا يحترمهم قرار ترامب".

يصور فرهادي في فيلم "البائع" ، مأساة عائلية واجتماعية تدور وقائعها في بيئة من الطبقة الوسطى في ايران، البلد الذي يشتاق اليه حين لا يصور فيه، بحسب تعبيره.

ويحكي الفيلم قصة شاب يدعى عماد وشابة اسمها رنا، وهما زوجان ممثلان يتمرنان على مسرحية في منزلهما، قبل ان يضطرا لمغادرة المنزل لكون بعض الاعمال الجارية في الجوار باتت تهدد المبنى بالانهيار.

وينتقل الزوجان الى شقة جديدة لا يعلمان انها مملوكة لمومس، وفي احد الايام، يقتحم رجل الشقة بحثا عن المومس ويجد رنا في الحمام فيغتصبها.

وتنقلب حياة الزوجين الممثلين بعد ذلك رأسا على عقب، بين رنا التي وقعت تحت صدمة ما جرى، وزوجها الذي لا ينفك عن التفكير بالانتقام العنيف.

يصور هذا الفيلم الطويل في بعض مشاهده تمرينا واداء لمسرحية، بحيث يمكن اظهار التناقضات بين شخصيات الفيلم والشخصيات التي يؤدونها في المسرحية.

ويتناول مأساة اخلاقية واجتماعية مع شيء من النظرة من زاوية التحليل النفسي، كما يستعين المخرج ايضا بعناصر درامية ليست غريبة عن اعماله، من الشخصيات التي تنتمي الى الطبقة المتوسطة، والخلافات العائلية، والمراقبة الدقيقة للعلاقات الانسانية والاجتماعية.
ومن الامور التي يلقي عليها الضوء فيلم "البائع"، الانتقام الذي يحرك الزوج والذي يشعر انه محق فيه.

وكانت فلسطين وبريطانيا نظمتا عرضين تضامنيين ليلة إعلان نتائج الأوسكار للفيلم، حيث عرض في ساحة "الطرف الأغر" وسط العاصمة البريطانية لندن، كما عرض برفقة الفيلم الفلسطيني الروائي القصير "السلام عليك يا مريم" للمخرج إسلام خليل، في إحدى قاعات سينما البرج في مدينة رام الله.

ويركز فرهادي على التحولات النفسية التي تحيط بأشخاص عاديين في مواقف الشدة، والأزمة التي يمكن أن يتعرض لها أي شخص، وكيفية التأثير الذي قد يسببه عدم امتلاك المرء لفرصة تحقيق ذاته، في تصرفاته المختلفة. 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024