الرئيسة/  مقالات وتحليلات

ماتريوشكا

نشر بتاريخ: 2018-02-04 الساعة: 09:34

رامي مهداوي علينا أن نعترف بأننا وصلنا مع الإحتلال الإسرائيلي الى المرحلة النهائية ضمن سياسة فرض الأمر الواقع، بمعنى أن الإحتلال ينظر لنا (ككيان فلسطيني أو/و كيانات فلسطينية) لا نصل حسب تعريفه الى دولة بالمعنى الحرفي والسياسي، بل على العكس كلياً؛ كيان سياسي منقوص السيادة على شكل جُزُر، جزيرة غزة.. جزيرة الضفة، وجزيرة الضفة عبارة عن جُزُر مبعثرة!!

وكالعادة أمام كل أزمة، تتبعثر الرؤيا الفلسطينية أمام المحتل الإسرائيلي؛ لتخرج أصوات تهدد بحل الدولة الواحدة، وكأن الإحتلال إرتعد خوفاً من هذه الأصوات، ليقدم لنا "ماتريوشكا" من خلال ازدياده تصلباً من حيث طرح قديم جديد وهو تنفيذ مشروع الضم على مناطق "الدولة الفلسطينية"  أي الأراضي عام 1967، ليدخلنا الإحتلال عند هذا المفرق بدوامة أخرى من خلال "ماتريوشكا" جديدة متمثلة حجم الضم والحدود.

تلك الدوامة متمثلة في وجهتين نظر بالشارع اليميني الصهيوني الأول يتحدث عن "ماتريوشكا" ضم مناطق "ج" والثاني يتمثل في "ماتريوشكا" ضم "الكتل الإستيطانية"، وهنا أيضاً يدخلنا الإحتلال في متاهة رفضه مرة أخرى سياسة إخلاء المستوطنات المتشتته هنا وهناك بين القرى والمدن؛ وهذا ما صرح به "نتتياهو" أكثر من مرة ليلحق به رئيس حزب العمل "آفي غباي". مع الأخذ بعين الإعتبار سيطرة إسرائيل على المعابر والحدود بشكل كامل.

وهنا علينا أن لا ننسى أيضاً "ماتريوشكا" تصريحات الرئيس الأمريكي "ترامب" حول الإستيطان والقدس، وذلك بإبقاء القدس موحدة تحت السيطرة الإسرائيلية وعاصمة لها، مما يجعل سياسة فرض الأمر الواقع الإسرائيلية فرض بالإجبار الدولي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانها في المنطقة.

تلك المشاهد تجعلنا أمام "ماتريوشكا" صهيونية، وهنا علينا أن نُعرّف ما هو  المقصود ب"الماتريوشكا" ؟ هي الفلسفة  القائمة عليها تلك الدمية الروسية التي سُميت "ماتريوشكا"، هي عبارة عن عروس على شكل امرأة ريفية ترتدي "سرفان وحجاب"، وتأخذ الدمية الشكل البيضاوي المسطح وتنقسم الي جزئين علوي وسفلي قابلين للانفصال عن بعضهما وتحوي بداخلها دُمى أخرى بنفس الشكل ولكن أصغر حجما، تبدأ من ثلاثة أحجام ويزداد العدد.

هكذا قادتنا الصهيوينة بدمية "ماتريوشكا"، نبحث داخل كل دمية عن وطن يصغر أمامنا، وفي كل دمية أمل وإنكسار، كانت دمية أوسلو الدمية الكبيرة التي فرحنا بها وإبتهجنا بأن هذه الدمية هي الدولة التي كنّا نبحث عنها وإرتقى الشهداء من أجلها. وفي نهاية المطاف نكتشف بأن مبادرة السلام العربية" الدمية" الأخيرة التي وصلنا لها ومع ذلك يتم رفضها من قبل دولة الإحتلال!!

وتصغر الدولة "الدمية" أمامنا بتكاثر المستوطنات، ونحاول أن نقنع أنفسنا بأن ما زال هناك أمل في الدولة، لنكتشف بأن داخل "دولتنا" دمية أخرى وهي دولة المستوطنات، ويُزخرف لنا معمل السياسية الصهيونية الدُمية الأخيرة؛ قد يرى البعض بأنها أمل الدولة المتمثل في إمارات فلسطينية متشرذمة تُدار من قبل ضابط إسرائيلي بمسمى الحاكم العسكري على شكل "الماتروشيكا" الأخيرة!!

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024