الرئيسة/  فلسطينية

الأغوار.. الاحتلال يفرش طريق الاستعمار بالورود

نشر بتاريخ: 2018-01-30 الساعة: 12:16

طوباس- وفا- تُخفي جولة عضوة حزب الليكود "شارن هسكل"، للأغوار الأسبوع الماضي، وراءها قانونا اسرائيليا متوقعا لفرض السيطرة الإسرائيلية على المستعمرات في تلك المناطق.

وفي ترجمات الصحافة الإسرائيلية المتعلقة بالسيطرة على مستعمرات الأغوار وشرعنة الاستعمار فيها، قالت القناة السابعة الإسرائيلية: قامت عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب الليكود شارن هسكل، الأسبوع الماضي، بجولة في منطقة الأغوار مع رئيس مجلس المستعمرات في المنطقة ديفيد اللحياني.

لم تأت هذه الجولة من فراغ قالت القناة السابعة، فهسكل أعلنت عن مشروع قانون إسرائيلي سيقدم قريباً للجنة الوزارية لشؤون التشريع من أجل فرض السيطرة الإسرائيلية على المستعمرات الإسرائيلية في منطقة الأغوار وشمال البحر الميت.

العام الماضي، تداولت وسائل الاعلام الاسرائيلية أخبار مفادها نية الاحتلال وعزمه إقامة ثلاث مستعمرات جديدة بالأغوار. قبلها بفترة وجيزة، استولت قوات الاحتلال على مئات الدونمات بالأغوار الشمالية بأوامر عسكرية.

بالنسبة لسلطات لاحتلال فإنها تعمل على قدم وساق، لشرعنة  مستعمراته في الأغوار الشمالية.

"عند الحديث عن الاستعمار والمستعمرات بالأغوار الفلسطينية ككل، والشمالية خاصة، لا ننسى أقوال نتنياهو قبل سنوات: إن  المستعمرات والمستعمرين هم السياج الآمن لإسرائيل بالأغوار". يقول الناشط الحقوقي في مؤسسة بتسيلم، عارف دراغمة.

أقوال نتنياهو تترجم هذه الأيام واقعا على الأرض بدعم ومباركة أركان حكومته اليمينية المتطرفة.. وما يتناقله الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من صور يلتقطونها من مناطق متفرقة بالأغوار لبنايات ووحدات استعمارية قيد الانشاء، تؤكد بما لا يقطع مجالا للشك أن المشروع الاستعماري  في الأغوار يمشي بخطى محمومة.

على الجهة المقابلة لمستعمرة  "ميخولا"، وهي أول مستعمرة أقامها المستعمرون  في الأغوار بعد سيطرة الاحتلال على باقي الأراضي الفلسطينية عام 1967، شوهدت حركة ترميم وتعبيد لشارع يفضي إلى إحدى المستعمرات التي أعلن الاحتلال إقامتها بالأغوار.

"هناك مستعمرة سلعيت، الاحتلال يعمل على جعلها مستعمرة شرعية للمستعمرين  للتوسعة فيما بعد". يقول دراغمة، فيما يشير المختص بالشؤون الاسرائيلية، محمد أبو علان، الى أن فرض الوقائع الاستعمارية على الأرض يمشي بالتوازي مع زيادة وارتفاع وتيرة القوانين التي تدعو لضم الضفة الغربية بما فيها الأغوار الشمالية ".

لا يكتفي المستعمرون  بحدود المستعمرات لقائمة المشيدة على أرضي المواطنين، بل يتمددون أفقيا في كل الاتجاهات وينتشرون كـ"السرطان".

"لم تعد تكفيهم حدود  مستعمراتهم  (..)، كل مستعمرة بجانبها بعض الغرف الصغيرة، وبعض المستعمرين حولوا مساحات من الأراضي كمراعي" يقول دراغمة، وهو ما يؤكده رعاة الأغنام في تلك المناطق الرعوية المفتوحة.

يقول أبو علان، إن اسرائيل تفرض رزمة من القوانين، منها "العسكرية" الخاصة بالفلسطينيين، وقوانين أخرى للمستعمرين  تتعلق بنفوذهم وسيطرتهم.

وبحسب تقرير صادر عن مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلّة "بتسيلم"، يوجد في الأغوار 37 مستعمرة وبؤرة استعمارية، يستعمر فيها حوالي 9500 مستعمر إسرائيلي، وتسيطر المستعمرات  على ما نسبته 12% من أراضي منطقة الأغوار.

هناك.. بالفارسية والمناطق القريبة منها، توجد عدة تجمعات استعمارية، مثل: ميخولا، وشيدموت ميخولا، وروتم، ومسكيوت وسلعيت، وبعض التجمعات التي لا اسم لها حتى اليوم.

قال دراغمة: "الاحتلال يهدم في الأغوار لطرد الفلسطينيين من أماكن تواجدهم، لفرش الطريق بالورود للمستعمرين".

وبحسب ما يصدر عن الصحافة الإسرائيلية، فإن القانون الأخير الذي قدمته هسكل، مرده اعتبار منطقة غور الأردن كنز استراتيجي لدولة الاحتلال، ويوجد حولها إجماع وطني وسياسي بالنسبة لليمين واليسار الإسرائيلي.

"إن غور الأردن جزء لا يتجزأ من دولة الاحتلال، والمستعمرين في منطقة الأغوار يشكلون رأس حربة أمنية لإسرائيل ويعرضون أنفسهم للخطر."، هذا ما كتبته بعض الصحف الاسرائيلية..

غير أن في الأغوار، مواطنون اعتادوا على الالتصاق بأراضيهم وممتلكاتهم إلى درجة التماهي، خوفا من الاقتلاع وعشقا للأمكنة.. للصمود هناك، معنى مختلف تستشرفه في التجربة اليومية للناس البسطاء الذين يسجلون يوميا اعمالا بطولية دون ضجيج أو انتظار لإطراء من أحد.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024