الرئيسة

يلتقطون لقمة عيشهم من براثن الموت... باعة ينتشرون على حدود غزة

نشر بتاريخ: 2018-01-26 الساعة: 13:03

غزة- الحياة الجديدة-  "لقمة العيش ما تهاب الموت، والرزق وين ما يكون أسعى له"، حروف حملت قوة وكرامة انطلقت من فم البائع المتجول حسين عويضة(41عاما)، الذي عبر عن جرأته وعدم خوفه من بيع شراب البراد المثلج في المناطق الشرقية لمدينة غزة، حيث المواجهات المندلعة باستمرار بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال.

الوضع المعيشي الصعب

وعبر عويضة أب لـ6 أطفال يعيش أوضاعا اقتصادية صعبة عن حزنه الشديد لحاله وحال أطفاله: قائلا:" أجبرتني الظروف على الذهاب لمناطق الحدود الشرقية خاصة"ناحل عوز" وبيع المثلجات للمنتفضين هناك منذ اندلاع الأحداث في قطاع غزة، ولا أدخر يوما إلا وأذهب"، مضيفا إذا تغيبت يوما عنهم يتصل بي الشباب كي آتي ولا أتأخر عنهم، فقد أصبحت جزءًا من ملامح المكان.

وتابع: أعرف بأن المكان خطر، وقد تعرضت لأكثر من مرة لقنابل الغاز المسيل للدموع، وأعلم جيدا بأني أعرض حياتي للخطر، ولكن ما باليد حيلة، لقمة العيش وقوت عائلتي يحتاج مني التضحية كي أغنيهم عن سؤال الناس.

وبين عويضة انه يحقق مكسبا ماديا من البيع على الحدود، فالعديد من الشباب يشترون منه نظرا لقلة الباعة في تلك المناطق، ويكسب نقودا يسد بها رمق أطفاله الصغار ويلبي حاجة منزله.

لقمة عيش مغمسة بالدماء

عويضة ليس الوحيد الذي  يغامر بحياته لكسب رزقه، فالشاب صابر القرم (23عاما) لم تمنعه إصابته قي قدمه اليسرى قبل عامين من العودة مرة أخرى وبيع السجائر في منطقة ناحل عوز شرق مدينة غزة، ليكسب شيئا يسيرا من المال يعيل به أسرته المكونة من 6 أفراد.

وقال القرم " آتي بشكل مستمر لمنطقة (ناحل عوز) لأبيع السجائر في المنطقة الشرقية، فأكسب رزقي وأصرف على عائلتي"،موضحا أن الوضع المعيشي في قطاع غزة صعب، ولا عمل آخر له يعتاش منه في ظل ندرة فرص العمل للشباب، مبينا أن العوز هو من يدفعه للمغامرة بحياته والبيع في المناطق الحدودية، نظرا للحشود التي تأتي في المواجهات، فيبيع لهم ويحقق  ربحا جيدا هناك.

وأشار إلى انه لا يخشى الغاز المسيل للدموع أو الإصابة، لأنه أصيب في قدمه من قبل قائلا" الأعمار بيد الله، والرزق يحتاج إلى تعب ومشقة ،ونحن فقراء ولا معيل لنا سوى عملنا البسيط في بيع السجائر".

وأردف أن هناك عددا من الباعة المتجولين يأتون للحدود منهم بائعو البراد المثلج والسجائر والكعك والحلويات وغيرهم ليكسبوا رزقهم ، متغاضين عن الخطر والموت الذي قد يلحق بهم في سبيل لقمة عيشهم المغموسة بالدماء.

وأوضح انه قبل أسبوعين تعرض عدد من باعة الكعك للغاز المسيل للدموع،  وتضررت بضائعهم جراء الغاز، لكن ذلك لم يمنعهم من العودة في كل جمعة للبيع.

توفير فرص عمل

بدوره أوضح الشاب محمد الخالدي(22عاما) وأحد المشاركين في تظاهرات الغضب الأسبوعية أن الباعة المتجولين الذين يأتون إلى الحدود للبيع هم أبطال ولا يخشون الموت لتوفير بعض المال، مشيرا إلى أن بعضهم يعطي الشباب ما لديه من أكل دون أخذ ثمنه، معتبرين أنفسهم مشاركين بالانتفاضة من خلال تزويد الشباب بالأكل والشرب.

من جانبه عارض المواطن محسن شلبي إقدام الشباب على البيع في مناطق التماس والمواجهات، وعبر عن حزنه لتضحيتهم بأنفسهم لتوفير بعض المال، موضحا أن الظروف الاقتصادية والوضع المعيشي لغزة  للأسف أجبرتهم على الركض وراء لقمة عيشهم أينما كانت.

وأكد شلبي أنه على الجهات المسؤولة توعية هؤلاء الباعة بالخطر الذي يتعرضون له من البيع على الحدود، ونصحهم باختيار أماكن أخرى للبيع فيها بدلا من المناطق الحدودية، خاصة أنهم يبيعون وسط إطلاق نار وقنابل غاز قد تودي بحياتهم.

أما محمود النجار فعبر عن استيائه من ذهاب الشباب للبيع على الحدود قائلا:" الوضع الاقتصادي أجبرهم على ذلك، فمنهم من يعيل أسرة، ومنهم من اتخذ منها مهنة ليكسب بعض المال"، مطالبا الحكومة بتوفير فرص عمل للشباب حتى لا يخاطروا بأرواحهم ويذهبوا للموت بأقدامهم.

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024