الرئيسة

"سامِحْ تُؤْجر".. مبادرة في غزة تثلج الصدور وتزرع قيم التكافل الاجتماعي

نشر بتاريخ: 2018-01-23 الساعة: 09:44

غزة- الحياة الجديدة- غزة التي أبت دائما الى أن تنهض من ذاتها وتصنع الخير لأهلها من خلال مبادرات وأفكار قيمة تثلج الصدور، وتعبر عن أصالة هذا الشعب الذي لا يقهر وتآزره وتكاثفه مع بعضه البعض في ظل ظروف حياته المعيشية والاقتصادية التي يمر بها بفعل حصار الاحتلال  وسياساته وانتشار البطالة والفقر وحالة الانقسام الفلسطيني الداخلي.

حملة بادر بها عدد من المواطنين حملت عنوان "سامح تؤجر" تتمثل في مسامحة المواطنين غير القادرين على دفع الديون المستحقة عليهم، وتخفيض الأسعار بشكل كبير لكل من ليس له القدرة على تلبية متطلبات حياته اليومية سواء كانت مادية أو ملموسة في اطار الامتثال لقيم شعبنا ومبادئه المشرفة وتعاليم ديننا الحنيف.

مبادرة بدأ بها التاجر أسامة أبو دلال وهو أحد أصحاب المحال التجارية لبيع الأحذية في دير البلح بالمحافظة الوسطى، بعد أن نشر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك"  أنه سامح جميع زبائنه ومن يتعامل معه من سداد الديون نظرا للوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطنون في قطاع غزة لتصل عشرات التجار والمواطنين.

وقال أبو دلال لـ " الحياة الجديدة " إن  الديون التي سامحت بها عددا من المواطنين والزبائن غير القادرين على سدادها  تقدر بـ 10 آلاف دولار، حيث انني لم أتوان لحظة واحدة في القيام بهذه المبادرة بعد أن جلست مع نفسي وأيقنت يقينا تاما أن المال غير مخلد كما الانسان على وجه هذه الأرض، والبقاء سيبقى لرب العباد وحق الناس على الناس واجب أخلاقي وديني ووطني في ظل ما وصلت له غزة من وضع مترد.

وأضاف أبو دلال: "منذ أن بادرت بهذه الفكرة وأنا أتلقى رسائل كثيرة واتصالات محلية ودولية  تدعم خطوتي وتساندني في أي شيء أحتاجه"، داعيا كل المواطنين أن يسيروا على طريق التسامح والتكاتف وتقديم الخير حتى لو بالابتسامة.

وردا على مبادرة أبو دلال أكد سعيد نصار رئيس بلدية دير البلح  أن البلدية أعفت التاجر أسامة أبو دلال، من المبلغ المتعلق برسوم الحرفة وما يتعلق في هذا الشأن بعد أبدى روحا من التكافل الاجتماعي.

وأضاف نصار لـ"الحياة الجديدة": نحن مع هذه المبادرات وندعو الجميع الى التقاطها في اطار التخفيف من الأعباء اليومية الملقاة على كاهل أبناء  شعبنا في قطاع غزة والبلدية ستكون دائما مع كل من يبادر ويقدم أي فكرة أو مبادرة لنمضي جميعا في طريق الخير وخدمة الناس. 

من جهته أكد محمد العكلوك وهو صاحب محل لبيع اللحوم أن العفو عند المقدرة هو من أنبل القيم التي علمنا عليها ديننا وتقاليدنا، وفي هذا الاطار كان لدي الرغبة الشديدة في أن أعمل كما  فعل به العديد من أبناء شعبي وهو اعفاء 20 من زبائني من ديونهم وأنا جاهز أن أساعد في هذا الاطار ما أستطيع وأقدم ما بوسعي للفقراء والمحتاجين، فالفقراء هم من يشعرون بالفقراء .

وأضاف العكلوك "ثقتنا بشعبنا كبيرة جدا والمسؤولية ملقاة علينا جميعا بأن نزرع روح التكاتف والتكافل الاجتماعي فيما بيننا ونآزر بعضنا، ولا يمكن لنا أن نركع أمام ظروفنا الصعبة ونستسلم لمعاناتنا فمن خلال هذه المبادرات القيمة نؤكد لكل العالم أن غزة كبيرة وعصية على الانكسار ففيها تجد الانسانية والاخلاص والعطاء".

بدوره عبر المواطن نزار البيك عن سعادته الممزوجة بالدموع وشكره  لمن بادر وأسهم في تقديم الخير للناس، بعد أن قام صاحب السوبرماركت الذي يتعامل معه بمسامحته بمبلغ 1200 شيقل وهي ديون متراكمة عليه نتيجة استهلاكه للمواد الغذائية واحتياجات بيته بالتزامن مع عدم مقدرته على سدادها.

وقال البيك إنه عاطل عن العمل بسبب مرضه ويعيل أسرته المكونة من 12 فردا ولا يستطيع  أن يلبي متطلبات حياتهم اليومية، وابنه الأكبر والوحيد تخرج من الجامعة ولم يجد أي وظيفة أو عمل يساعد به عائلته بفعل وضع غزة الاقتصادي الصعب والمأساوي.

وصرح خبراء اقتصاديون أن نسبة الفقر في قطاع غزة تخطت حاجز الـ 80%، مؤكدين أن هذه النسبة في القطاع تعيش على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المؤسسات الدولية المختلفة، ويتجاوز نسبة العاطلين عن العمل في قطاع غزة أكثر من 250 ألف عامل، أكثر من نصفهم من خريجي الجامعات، فيما يقدرون أن نسبة الفقر والبطالة قابلة للزيادة في ظل اشتداد الحصار وسوء الحال المعيشي.

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024