بيت ستي.. حكاية تاريخ عريق وأكلات لها طعم معبق بالتراث

غزة- الحياة الجديدة- في حي الزيتون أحد أقدم أحياء مدينة غزة ،  جرى مؤخرا افتتاح مطعم تراثي فلسطيني  باسم “بيت ستي” في “بيت أثري يعود تاريخه الى  العهد العثماني، قبل نحو 430 عامًا.

ويحتوي “مطعم بيت ستي” المفتوح على السماء في زواياه المتعددة من طوابقه الثلاثة، على أشجار مختلفة الأنواع تعطي منظراً جذاباً يريح العينين، وأدوات تراثية تعبر عن حضارة شعبنا وتاريخه العريق، كالأدوات  النحاسية والأوعية الفخارية متعددة الأشكال والأحجام  والكراسي الخشبية، اضافة الى نافورة مياه في وسط المطعم .

وبينما تشاهد ملابس العاملين بالمطعم  بالزي  التقليدي الفلسطيني، حيث السروال  والقميص والطاقية و القمباز، ليكتمل  المشهد الأثري، عبر شكل قائمة المأكولات والمشروبات المطبوعة على قطعة جلد بنية اللون ملفوفة بخيط يوحي بالقدم.

وقال صاحب المطعم، ، عاطف سلامة "  لـ "الحياة الجديدة" " أن فكرة تحويل هذا المنزل الأثري القديم الى  مطعم بيت ستي  جاءت في ظل افتقار قطاع غزة لأماكن أثرية جميلة على غرار الأماكن الدمشقية ومدينة القدس  وهدفنا من خلاله تشجيع السياحة الداخلية والخارجية والتعريف بتاريخ فلسطين،  فمطعم بيت ستي وطني بامتياز أكثر ما هو مشروع استثماري ، يقدم الأكلات والمشروبات الشعبية الفلسطينية الموجودة في كل بيت كمناقيش الزعتر والجبن والزيتون والمسخن الفلسطيني وأكلات أخرى .

وأضاف " سلامة أن ترميم الآثار وتحويلها لأماكن استقطاب للناس سواء من قطاع غزة أو خارجه لا يقل أهمية عن المقاومة لما لهذه الأماكن من دلالات كثيره أبرزها تاريخ شعبنا وحضارته.

وتابع أبو سلامة، حصلنا على المواد الخام من أكثر من مكان في الوطن والدول العربية كالزجاج والأخشاب والحجارة التي استطعنا من خلالها أن نصنع شيئًا نوعيًا وجديدًا لهذا المطعم .

ويقول الشيف وريف وهو أحد العاملين في مطبخ المطعم ، أردت إدخال الأكلات  السورية على هذا المطعم الأثري القديم ، مثل الفتات الشامية، والفتة والكبة، والشيش برك التي تمتاز بها سوريا وهذا ساهم بشكل كبير في تفاعل المواطنين معها خاصة وأن فلسطين كانت على الدوام متابعة  للدراما السورية، وتحديدا المسلسل الشهير “باب الحارة” الذي ساعد  المطعم اليوم في الشهرة والإقبال الشديد رغم حداثة افتتاحه .

من جهته قال موسى عويضة سكان خان يونس  وهو أحد زبائن المطعم، أنه يشعر بأجواء مميزة أثناء تواجده مع أصدقائه في مطعم بيت ستي لما له من أجواء تختلف عن أي مكان آخر ، فهو يعود بذاكرتنا إلى البيت الفلسطيني البسيط والأصيل، ويأخذه الشعور إلى جلسات جدته وأكلاتها وحكاياتها الجميلة .