الرئيسة

السياحة الفلسطينية المقدسية في مرمى نيران الاحتلال

نشر بتاريخ: 2018-01-23 الساعة: 09:35

القدس المحتلة- الحياة الجديدة- يعمد الاحتلال الإسرائيلي إلى استهداف السياحة الفلسطينية في القدس، تارة عن طريق التضييق بكل السبل غير المشروعة، وتارة أخرى بتهجير التجار من البلدة العتيقة وتهويد المكان، بالإضافة إلى بث السموم عبر الأدلاء السياحيين الاسرائيليين الذين يشوهون للسائح الأجنبي سمعة التجار المقدسيين ويدسون أكاذبيهم في عقل السائح فيتراجع عن شراء أي منتج من داخل المحلات العربية المقدسية، حيث يجذب الأدلاء السياحيون الاسرائيليون السواح إلى المتاجر الاسرائيلية ليقتنوا منها.

كما تعمد سلطات المعابر والحدود الاسرائيلية إلى تحذير السائحين من خطورة التواجد في الأماكن العربية ما أدى خلال السنوات الخمس الماضية لتراجع ملحوظ للسياحة الأجنبية في المدينة المقدسة.

الجعبري: القدس جوهر السياحة الفلسطينية

يقول إيهاب الجعبري مستشار جمعية الاراضي المقدسة للسياحة إن الجمعية تمثل نحو 90% من أعضاء وكلاء السياحة لجلب السائحين لشركات فلسطينية سياحية بين القدس ورام الله وبيت لحم.

يضيف الجعبري لـ"حياة وسوق": القدس (أرض الأديان) هي جوهر السياحة الفلسطينية وهي مدينة القدس (ارض الاديان) ، موضحاً بأن العالم عندما يرى القدس من خلال البلدة القديمة بشكل خاص بما تحتويه من آثار وأماكن مقدسة.

وأوضح أنه جرى العمل على تكثيف السياحة الاسلامية القادمة من اندونيسيا، وماليزيا وتركيا وكان التركيز في السياحة زيارة المسجد الاقصى واداء الصلاة فيه.

وأشار إلى أن الحكومة التركية أعلنت قبل نحو 5 سنوات عن تكثيف السياحة الدينية اتجاه مدينة القدس والمسجد الاقصى المبارك، وكان الهدف أن يصل عدد الوافدين الاتراك لنحو (100 ألف سائح)  وخفضت سعر تذكرة السفر من اسطنبول لمطار تل أبيب بقيمة 100 دولار، لكن عدد القادمين من السياح الأتراك وصل في نهاية عام 2017 إلى 30 ألف سائح فقط.

تنشيط السياحة بتوفير مستلزمات السائح

يؤكد الجعبري أننا بحاحة لتنشيط السياحة وتقديم الخدمات الافضل لهذه الأعداد وتطويرها في أحياء مختلفة من مدينة القدس على ان يتوفر للسائح كافة مستلزماته وعدم الاكتفاء فقط بتواجده في مدينة بالقدس وان يتناول الطعام في مناطق اخرى من فلسطين مثل: الخليل، ورام الله، وبيت لحم.

وأشار إلى أن السياحة في مدينة القدس دون المستوى على صعيد النشاطات الثقافية والاجتماعية.

ولفت إلى أن دور الجمعية يتركز على مساعدة الشركات السياحية على تطوير نشاطاتها لزيادة عدد السياحة للأراضي المقدسة، مضيفا: "نحاول تشجيع السياحة للقدس، ولكن ايضا نواجه صعوبة في العامل التجاري لان السائح بحاجة لتنوع  في الشراء والتوجه للمطاعم الفلسطينية وتناول المأكولات الفلسطينية، موضحاً من يأتي ضمن السياحة الدينية يكون (سائحا حاجا) سواءً اسلامية أو مسيحية.

وأشار إلى أن مدينة القدس  تفتقر للخدمات الاضافية للسائح الاجنبي مقارنة مع الدول الأجنبية الأخرى سواء اسلامية  او مسيحية، مؤكدا أن هناك نقصا على سبيل المثال في المطاعم القائمة بالقرب من اسوار القدس القديمة لتقديم خدمات للسائح ما يعطي انطباعا سيئا عند السائح.

وتابع "نطمح بزيادة الغرف الفندقية بين 200 الى 400 غرفة لاستيعاب أعداد كبيرة" موضحا أنه قبل نحو شهرين اضطروا لنقل السائحين لأول مرة لمدينة رام الله بسبب نقص غرف  الفنادق في القدس.

وطالب السلطة الوطنية بالتدخل وإيجاد حلول لإنعاش السياحة في مدينة القدس من خلال المستثمرين ورجال الاعمال الفلسطينيين في دول الخليج واوروبا وبناء فنادق وتطوير الثقافة السياحية في القدس.

كما أوضح أن بلدية الاحتلال هي العامل الاساسي في عدم تطوير السياحة في مدينة القدس وخاصة مع اعلان رئيس الولايات المتحدة بأن القدس عاصمة الاحتلال، منوها إلى أن الشركات الاسرائيلية أصبحت تستغل هذا التصريح لتخويف السياح الأجانب وبخاصة الاميركيين من التواجد في القدس الشرقية، بحيث استغل وكلاء السياحة الإسرائيليين ذلك لإنعاش السياحة في القدس الغربية.

وقال "في حال عدم انقاذ السياحة في القدس ستعيش المدينة أوقاتا صعبة وسيئة للغاية".

العمل على تطوير برنامج سياحي فلسطيني لإنعاش السياحة في المدينة

بدوره، قال رائد سعادة رئيس التجمع السياحي المقدسي، إن التجمع يحمل شعارين أساسيين الأول استعادة مركزية السياحة والثقافة في مدينة القدس، والآخر منع إغلاق المزيد من المؤسسات السياحية في المدينة.

وأضاف "في ظل التراجع السياحي بمدينة القدس جاءت فكرة العمل في المدينة باعتبارها مقصدا سياحيا بالتعاون مع عدة مؤسسات مرتبطة بالسياحية وتنميتها بشكل مباشر او غير مباشر".

ولفت إلى أنهم حاولوا ايجاد حلول لإنعاش السياحة في المدينة من خلال فكرة التجمعات السياحية حيث يوجد تجمعان الأول: التجمع السياحي المقدسي وهي جمعية غير ربحية تشتغل بالاساس على تنمية السياحة المجتمعية حيث اصبحت السياحة المجتمعية تتعامل بأسلوب جديد يعتمد على التراث الثقافي كمدخل لبرنامج سياحي مميز في القدس تبرز من خلاله الهوية والحضارة والإنسان المقدسي والتجمع عضو في شبكة المؤسسات الفلسطينية للسياحة المجتمعية والتي تعمل على مستوى الوطن.

أما التجمع الثاني فهو تجمع تاج للفنون والسياحة" تاج"، وهو تجمع الأعمال السياحية والخدمات والادلاء والحرف السياحية المقدسية والمواصلات، ويهدف لتطوير وزيادة أرباح المؤسسات السياحية من خلال برامج ورؤية مشتركة.

وأشار إلى أن التجمعات السياحية تعمل على برنامج سياحي فلسطيني مميز لتعزيز ثقة الناس بالخدمة الفلسطينية من خلال شعار "علامة الجودة المقدسية" وايضا العمل على تعزيز المنتج الحرفي المقدسي والمأكولات المقدسية وغيرها.

توحيد المؤسسات السياحية

ونوه سعادة إلى أن شبكة عتيق او مجلس السياحة والتراث في مدينة القدس فيهدف إلى توحيد جهود المؤسسات السياحية والتجارية والثقافية والتعليمية والمجتمعية في القدس استراتيجيا وبرنامجها يرمي إلى تنشيط السياحة في المدينة.

وأوضح أن الوضع التنافسي للقدس باعتبارها مقصدا سياحيا في تراجع مستمر. وأضاف "من خلال هذه الشبكة نستعيد مركزية السياحة والثقافة لتعزيز الصمود واستقطاب المواطنين القادرين على الوصول الى القدس من الضفة بحكم العمر او في المناسبات الدينية وما الى ذلك، بالاضافة الى برامج السياحة المسيحية والإسلامية والثقافية والتراثية الجديدة التي تتميز بطابع مقدسي وعناصر الوجود التاريخية والحضارية والثقافية".

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024