الرئيسة/  فلسطينية

أبناء البيوت المهدّمة

نشر بتاريخ: 2018-01-20 الساعة: 19:08

جنين-  وفا-  عند ثغرة أحدثها صاروخ في جدار بيت الشهيد نصر جرار الذي دمرته قوات الاحتلال عام 2002، كُتب قسمٌ: "والله لن أُسامح".

قبل أيام، هدمت قوات الاحتلال أربعة بيوت لأبناء نصر وأشقائه، ولم يبق أيُ جدار، يُكتب عليه قسمٌ جديد، سوى جدرانِ قلوب الناس، الأبقى، والأشد.

تقول ختام جرار زوجة الشهيد نصر: "تعودنا على هدم بيوتنا".

هدم الاحتلال 50 ألف منزل فلسطيني، منذ عام 1967 ولغاية الآن، وورد هذا الرقم في أبحاث لجنة اسرائيلية مناهضة لهدم المنازل.

ويهدم الاحتلال بيوت الفلسطينيين بذرائع مختلفة، منازل عائلة جرار، هُدمت بذريعة ردع المقاومين عن تنفيذ عمليات فدائية، لكن، هل نجح الاحتلال في الردع بالهدم؟

الجواب مكتوب على جدار بيت مقصوف، منذ 16 عاما: "والله لن أُسامح".

تضيف ختام: "عاش أولادي أحمد وصهيب طفولتهم في هذا البيت قبل قصفه عام 2002، بعد ذلك ضاعت طفولتهم هنا وهناك، است

عاش أحمد نصر جرار طفولته بلا بيت، وعندما كبرَ حاول الاحتلال اغتياله بتهمة المسؤولية عن قتل مستوطن إرهابي احتل أرضا فلسطينية بالقوة، وبنى بيته فيها.

ويتضح من أبحاث أجرتها مؤسسة "بيتسيلم" الإسرائيلية، أن لهدم البيوت، تداعيات نفسيةٌ قاسيةٌ وواضحة، خاصة على النساء والأطفال. ولن يخفف العيشُ في بيت جديد، من شعور الأولاد بالغُربة الناتجة عن ضياع بيتهم الأول، والذي يُشكَل دائماً أكثر من مجرد بيت مسقوف.

ولم توثق الكاميرا قصةَ صغير فقد بيته، مثلما وثقت قصة الشهيد علاء الصباغ التي صو رت في الفلم الوثائقي "أولاد آرنا" الذي أخرجه الإسرائيلي الراحل، جوليانو مير خميس، عام 2003.

عندما كان طفلا، قال علاء لمربيته: "هدموا البيت.. أنا زعلان"، ليحمل بعد سنوات طويلة رشاشا، ويقاتلَ عن ألم قديم.

وفي عز المعارك بمخيم جنين عام 2002، سُئل علاء إن كان يتذكر شيئا من طفولته، فقال "البيت".

في عام 2005 طالبت لجنة عسكرية اسرائيلية بوقف سياسة هدم المنازل كوسيلة ردع، لأن العقاب الجماعي لم يُضعف عمليات المقاومة بل ضاعفها.

وعادة لا يُظهر الفلسطينيون حزنهم من إثخان العدو بهم، يقول محمد شقيق الشهيد أحمد اسماعيل جرار: "أنا فرحان باستشهاده، لأنه رحل مقبلاً وليس مدبر، وهذا شرف لنا".

وكان أحمد قد استشهد فجر الخميس الماضي في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال، التي هدمت بيته وبيوت أقرباءه.

وتحظر اتفاقية جنيف الرابعة على القوة المُحتلة هدم أملاك مواطني المنطقة المحتلة، ويكفل القانون الدولي الحق لكل إنسان بمسكن لائق، ويجرم العقاب الجماعي.

واعتبرت منظمة العفو الدولية هدم بيوت الفلسطينيين، جريمة حرب. ومع ذلك، تباهى بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن حكومتَه هدمت عام 2016 ألف منزل فلسطيني.

يعرف الاحتلال القوانين الدولية ويخترقُها، ويعرف أن هدم البيوت سياسةُ ردع فاشلة ويهدمُها، إنها سوسةٌ في دم دولة، بُنيت أولَ ما بُنيت على هدم 531 قرية فلسطينية عام 1948

أجرنا بيتا لستِ سنوات ولم نعرف الاستقرار أبداً".

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024