الرئيسة/  مقالات وتحليلات

قانون الاعدام .. "للبودي غارد" ليبرمان !!!..

نشر بتاريخ: 2018-01-09 الساعة: 09:44

 موفق مطر بعد مئة عام من الاحتلالين الانكليزي  والاسرائيلي، لم  يكف المتعطشون لسفك دماء الشعب الفلسطيني، والعاملون على استكمال جريمتهم التاريخية ومخطط افنائه واثبات روايتهم المؤلفة بمفردات العنصرية، ونكران حقنا في الحياة، مازالوا يتجاهلون المكون الثقافي المحوري للشخصية الوطنية الفلسطينية، ويبتدعون وسائل ارهاب يظنون انهم بتطبيقها قادرون على ردعنا، وكأن مجازرهم المنظمة خلال المئة عام الماضية لم تقنعهم بعد بأن روح الفلسطيني ارضه، وان ارض الفلسطيني وجوده تحت الشمس.

لايمكننا الا اطلاق مصطلح "اغبياء" على الـ52 عضوا في الكنيست، الذين صوتوا في القراءة الأولى لصالح قانون اعدام الفلسطينيين الذين يقومون باعمال ذات مرجعية وطنية، ذلك انهم وعلى رأسهم وزير الحرب افيغدور ليبرمان صاحب اقتراح  القانون اما جاهلون لم يعرفوا بعد معنى الانتماء لدينا، ومعنى افتداء الوطن، وهذا امر طبيعي لمستوطنين وغزاة  تركوا اراض وطنهم وجاءوا الينا مدفوعين بنزعة استعمارية احلالية استيطانية، واما متغطرسون، ومستكبرون مسيرون بتعاميم  ومفاهيم، اقل مايقال فيها أنها نسخة طبق الاصل عن التي سيرت غزوات التتار والمغول الى بلادنا، وحاولت افناء وتدمير ركائز حضارتنا الانسانية العربية.

لا نريد للمناضل الوطني الا الحياة ليشهد بنفسه على زمن الحرية والاستقلال الذي كرس حياته من اجل تجسيده واقعا على الأرض، لكن مالا يعرفه وما يجهله الغرباء الذي لاصلة لهم بارض فلسطين، بأن هذا المناضل وهو ينشد الحياة الكريمة له ولأبنائه ولشعبه يضع احتمالية افتداء الوطن بروحه ودمه، ويؤمن بعقيدة ارادة القدر، فالموت بالنسبة له ان شاء القدر حق لايملك الا التسليم به، مادام قد هيا كل اسباب الصمود والمقاومة، والبقاء على قيد الحياة، استعدادا للجولات القادمة، فنحن طلاب حرية وكرامة وسلام، والهدف الذي يتحقق بدون حرب او صراع يؤد لسفك دماء هي التي اخترناها، لكنه غبي واحمق وجاهل من يعتقد ان نزوع الفلسطينيين للسلام سيمنعهم من افتداء الوطن عندما يفرض العنصريون المحتلون قانون الحرب وسفك الدماء سبيلا وحيدا لاخضاع شعب  ومناضلين يتغنون بسباق الثوار جمجوم وحجازي والزيري نحو اعواد مشانق الاستعمار والاحتلال الانكليزي.

يصعب حتما على "البودي غارد" افيغدور ليبرمان  قراءة ولو صفحة واحدة من كتاب تاريخ الشعب الفلسطيني، فحتى لو قرأها فانه لن يفهم اي  مفردة منها، وهذا أمر طبيعي لمن يعيش خارج سياق الانسانية، ومريض بعقدة وعقيدة التفوق، والحق بقتل الأغيار، وحتى بقر بطون الحوامل بسيف رب اخترعوه لارهاب العالم واخضاعه ودب الجزع في نفوس من يعارضهم.

ليس قانون الاعدام هذا جديدا ولن يكون علينا كذلك، فهناك مئات من شبابنا وفتياتنا ورجالنا ونساؤنا ورجالنا قد اعدموا على الطرقات وفي الميادين بدون قوانين الكنيست، وعائلات فلسطينية في غزة ابادها وأعدموا وجودها من السجلات الرسمية لجيش ليبرمان الذي ياتينا اليوم ليشرعن الاعدام حسب قوانين دولته اللاشرعية أصلا.

مايفعله ليبرمان هو الصواب بعينه، لانه يخرج بهذا القانون يخلع لباس الدولة الديمقراطية، ويتجرد أمام العالم معلنا الانتماء الى منظومة الدول الدكتاتورية، فالعالم اليوم لم يعد يتقبل قوانين الاعدام، فكيف سيقبلها من دولته وهي دولة احتلال واستيطان عنصرية، تقر هذه القوانين لمواجهة شعب اعطته الشرعية الدولية ومواثيقها الحق في النضال، وكيف سيقبل له العالم مخالفة قضائه المتآمر على ميثاق واتفاقية جنيف الرابعة وموادها الضابطة لحقوق الأسرى.

على ليبرمان أن يعلم أن العالم يرانا مناضلين من اجل الحرية ويرى دولته منظومة احتلال واستعمار وتشريعاتها مخالفة للقانون الدولي، ومن هنا نحن لانخشى قوانين الكنيست الدموي هذا التي ستكون قوانينه العنصرية بمثابة الشهادة على خاتمة دولة تمردت على العالم  وفي النهاية اطلقت الرصاصة ألأخيرة على دماغها. 

 

amm

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024