الرئيسة/  فلسطينية

الفصائل تدعو لإسقاط قرار ترامب حول القدس بكافة الوسائل

نشر بتاريخ: 2017-12-10 الساعة: 14:58

رام الله-وفا- جاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، تعبيرا لطبيعة العلاقات الاسرائيلية الأميركية القائمة منذ الأزل على الانحياز والدعم الكامل.
ووفق إحصائية صدرت نهاية تشرين الثاني/ أكتوبر عام 2014  فإن الولايات المتحدة الأميركية استخدمت الفيتو 80 مرة في مجلس الأمن ضد قرارات صادرة عن مجلس الأمن، منها 42 قرارا يدين ممارسات إسرائيل في المنطقة العربية، و31 ضد قرارات تخدم القضية الفلسطينية.
الفصائل الفلسطينية إتفقت على أن إعلان ترامب جعل الولايات المتحدة تسقط من خيار أن تكون راعيا لعملية السلام إن كان في الحاضر أو في المستقبل البعيد، ودعت إلى إسقاط القرار بكافة الوسائل، وإعلان القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
وفي هذا السياق أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن أنه سيتم وضع خطة للتحرك على المستوى العربي والدولي بشأن القرار، إضافة الى أن القيادة ستتوجه الى العديد من المؤسسات الدولية وتطالبها بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة فلسطين.
وأشار محيسن الى أن اجتماعات مكثفة ستعقد خلال الأيام القادمة، فيما أن هناك تنسيقا فلسطينيا أردنيا، ومع الدول العربية والاسلامية. مبينًا أن اجتماعا سيعقد يوم الأربعاء القادم لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول بحضور 57 دولة إسلامية .

وأكد أهمية الحراك الشعبي، وأن يبقى الشارع يعبر عن غضبه في كل مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والشتات، لأن هذا الحراك يؤدي الى حراك عربي واسلامي ولكل أركان الحرية والسلام في العالم.
وفي هذا السياق أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي ضرورة تبني استراتيجية وطنية قائمة على التحرر من بنود اتفاق أوسلو بالكامل، ونهج يدرك بأنه لا أفق لعملية المفاوضات مع الحكومة الاسرائيلية الحالية، كما أنه لا يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تلعب دور الوسيط في أي عملية سلام.
وقال البرغوثي في اتصال مع وكالة "وفا"، إن الاستراتيجية الوطنية يجب أن تقوم عبر المقاومة الشعبية الشاملة، وتوحيد الصف الوطني بقيادة موحدة وفي إطار منظمة التحرير الفلسطينية، كما يجب تصعيد حركة المقاطعة، وفرض العقوبات على إسرائيل، ودعم صمود المواطنين خاصة في مدينة القدس المهددة بشكل كبير جدا، إضافة إلى إعادة بناء التكامل بين مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.
من ناحيته قال عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية رباح مهنا، أن الرد على قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يبدأ بتوحيد الصفوف بين الفصائل الفلسطينية من أجل مواجهة الاحتلال الاسرائيلي والسياسية الأميركية المعادية لنا.
وأضاف مهنا، ان على القيادة الفلسطينية العمل من أجل الإلغاء التدريجي لاتفاق أوسلو، والتحرك عربياً ودولياً من أجل حشد الدعم للقرار الفلسطيني.

ودعا إلى فتح كافة الخيارات أمام شعبنا في مقاومة الاحتلال، وتعزيز صمود أمام جبروت آلة الحرب الاسرائيلية الموجهة إلى صدورنا.
من جانبه قال عضو اللجنة التنفيذية  لمنظمة التحرير تيسير خالد، إن المطلوب الآن هو الانضمام إلى 22 منظمة ووكالة دولية تابعة لهيئة الأمم المتحدة، فيما أن القرار الأميركي حرر السلطة الوطنية في التوجه إلى المحكمة الدولية.
وأضاف ان التوجه للمحكمة الدولية سيتيح التحقيق في الممارسات الاسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ومنها جرائم الاستيطان خاصة أن المادة الثانية في نظام روما بالمحكمة الدولية يصنف الاستعمار بأن جريمة حرب.
ودعا إلى مقاطعة زيارة نائب الرئيس الأميركي مايك بينس المرتقبة إلى المنطقة، ووصف زيارته بالاستفزازية وكأن شيئاً لم يكن.
بدوره، بين عضو المكتب السياسي لحزب الشعب خالد منصور أن الحزب سيبدأ بعمل خطة وطنية تهدف الى الغاء اتفاق اوسلو، ووقف التعامل مع الالتزامات التي أقرتها الاتفاقية، كما أن هناك تعميما بين أعضاء الحزب بضرورة الانخراط في الحراك الشعبي والاشتباك مع قوات الاحتلال عند نقاط التماس، داعيا الى ضرورة استنفار واستنهاض وحشد كل الطاقات البشرية والمادية من أجل مد الحراك بالدعم والمساندة.
وطالب منصور بموقف سياسي فلسطيني يغادر نهج المفاوضات الثنائية والرعاية الأميركية، والحديث من الآن فصاعدًا عن الدولة الفلسطينية، والمسارعة بإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، إضافة إلى تحريك الشارع من أجل أن يشعر المحتل بأن الشعب الفلسطيني لن يقبل هذا القرار.
وأكد القيادي في حركة حماس حسن يوسف أن الحركة أجرت محادثات واتصالات من خلال رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية، ورئيسها في غزة يحيى السنوار مع العديد من دول العالم العربية والاسلامية من أجل اتخاذ اجراءات لحماية القدس والاصطفاف أمام الخطوة الأميركية الكارثية.
وأشار الى ضرورة العمل الجماهيري النضالي والمقاوم للاحتلال، ووضع استراتيجية موحدة لمواجهة هذا المحتل.
أما عضو القيادة السياسية في حركة (حماس)، باسم نعيم، فقال: "اعتقد أن على كل مسؤول فلسطيني وكل فلسطين وفي مقدمتهم أصحاب المسؤوليات سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي أو الفصائل الشعبية أن يتحمل مسؤولية الدفاع عن القدس باعتبارها قلب القضية الفلسطينية ومركزية القضية الفلسطينية".
وأضاف "لو سمحنا لهذه الخطوة أن تمر فمعنى ذلك أننا وافقنا من حيث لا ندري على شطب القضية الفلسطينية بالكامل لأن القدس هي مركز القضية الفلسطينية، فإذا شطبت، فلن يكون بعد اليوم قضية فلسطينية يمكن أن نفاوض عليها".
وشدد على أن "فلسطين قيمتها ليست فقط في الأرض هنا وهناك بل إن قيمتها فيما تحمل من معنى ديني وحضاري وإنساني كأماكن مقدسة وكأرض مباركة".
بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد عوض إن الحزب يعمل في إطار كافة المحافظات ميدانيًا، من أجل تعزيز المشاركة الشعبية في حملة الغضب، والتواصل في الأطر القيادية من أجل تعزيز الموقف الفلسطيني في مواجهة قرار ترامب، ورفض استقبال نائب الرئيس الأميركي. وأكد أن الحزب أجرى اتصالات مكثفة مع قوى اليسار في العالم، وكل لجان التضامن مع شعبنا لحشد أوسع تأييد لشعبنا الفلسطيني ورفض قرار ترامب، وتكثيف الاتصالات مع الشعوب العربية لحث زعمائها لأخذ مواقف أكثر جدية في دعم القضية الفلسطينية وقضية القدس ومواجهة الضغوط الأميركية.
وأضاف "أجرينا العديد من اللقاءات مع القوى السياسية والوطنية، من أجل استثمار التضامن الدولي الواسع الرافض للقرار، إضافة الى شن هجوم سياسي فلسطيني مرتكز على الاعتراف الأممي بدولة فلسطين عام 2012، والقيام بكل ما يتطلب ذلك بالانضمام للمنظمات الدولية والتركيز على أن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مسألة غير قابلة للتفاوض، فضلًا عن تفعيل موجة الغضب ووضعه في إطار تعزيز المقاومة الشعبية والذهاب بتشكيل لجان شعبية وصولًا لقيادة موحدة".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل: "المطلوب التعجيل في إنجاز المصالحة الفلسطينية، وأن تكون هناك وحدة فصائلية لمواجهة هذا القرار الإجرامي ضد القدس، بأن يلتحم شعبنا الفلسطيني كله بكل شرائحه وفصائله، وأن تستمر انتفاضة شعبنا، وأن تسمى انتفاضة القدس".
وأضاف "يجب أن يستمر الرئيس محمود عباس برفض اللقاءات مع أي مسؤول أميركي، وألا نتحدث عن استمرار المفاوضات مع الاحتلال، وإنما يجب أن نضع الكرت الأحمر في وجه هذه المفاوضات وفي وجه اللقاءات سواء مع مسؤولين أميركيين أو إسرائيليين، وهذا يجب أن يشكل حالة ضغط حتى تتراجع أميركا عن هذا القرار".

وأشار المدلل، إلى ضرورة "استمرار سفاراتنا في الخارج بفضح ممارسات إسرائيل، والتأكيد على أن شعبنا يرفض القرار الأميركي أمام العالم كله، ونحن رأينا كيف أن مظاهرات خرجت في أميركا وأوروبا والعالمين العربي والإسلامي وكل دول العالم مساندة للشعب الفلسطيني، ويجب أن نعمل على تكريس هذا الوضع العالمي المساند لشعبنا في رفض هذا القرار الإجرامي ضد القدس".

far

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024