الرئيسة/  ثقافة

"تراث في لوحات".. معرض فنّي يستعيد رموز الهويّة الوطنيّة

نشر بتاريخ: 2022-10-10 الساعة: 15:31


 

نقلا من جريدة الأيام - كتب يوسف الشايب:

ما إن تمرّ من أمام لوحة "متحف الزيتون" للفنان شهاب القواسمي، حتى تشعر أنك تريد أن تقفز لتنقذ حبّات خضراء تنتج الزيت الذهبي من السقوط أرضاً بمدّ كفيك، مساعداً تلك الفلسطينية التي ترتدي الثوب المطرّز، وتنثر زيتوناتها من دلوها الأبيض إلى حيث الفضاء الفلسطيني، بعيداً عن فكرة "تفاحة نيوتن" وكل قوانين الجاذبية، بينما ترى يدك اليمنى أو اليسرى أو كلتاهما تستعدان، ورغماً عنك، كما قدماك أيضاً، لمشاركة الدبيكة من الشابات والشبّان، لوحة راقصة على وقع "الدلعونا" أو "ظريف الطول"، أو حتى "الدحيّة"، مقتحماً لوحة الفنانة كفاح أحمد زعارير "الدبكة الفلسطينية"، هي التي أثبتت إبداعها بعيداً عن المحاكاة التقليدية للمشهد في لوحتها "صناعة طبق قش" أيضاً.

هذه اللوحات، وغيرهما من لوحات لافتة، شكلت بمجموعها، وبمشاركة أربعة وعشرين فناناً، معرض "تراث في لوحات"، ونظمته، على مدار اليومين الماضيين، ولمناسبة الاحتفاء بأسبوع التراث الفلسطيني، دارة الاستقلال للثقافة والنشر (جامعة الاستقلال) بالشراكة مع الجمعية الفلسطينية للفن المعاصر (باكا)، ومتحف محمود درويش.

واحتضنت قاعة الجليل في المتحف أعمالا مزحت بين أكثر من تكوين فنّي، وإن كان جلها لوحات لفنانين من كامل الجغرافيا الفلسطينية، ومن الشتات، جامعة في الوقت نفسه بين أجيال ومدارس فنيّة متعددة.

ولابد أن يمّر المتجوّل في معرض "تراث في لوحات" بلوحات في عديدها إبداعات لفنانين غالبيتهم من غير ذوي الأسماء الدارجة في المشهد التشكيلي الفلسطيني، فتستوقف عنوة لما فيها من ابتكار وإبداع، كتركيبة "رموز فلسطينية" المصنوعة من السيراميك للفنان زكريا محمد فقيه، أو "جذور وهوية وطن" للفنان مصطفى محمد الخطيب، التي تحمل شجرة فلسطينية راسخة نماذج من السكان الأصليين للأراضي المحتلة ورموز هويتهم الوطنية وتراثهم الذي يسعى الاحتلال لطمسه أو سرقته، ولتهويده في عديد الحالات، أو تلك الموسومة بـ"امرأة بالزي الفلسطيني" للفنانة سماح غازي ياسين، أو "في حب يافا" للفنانة مرام أحمد حسن، أو "أبرقت" للفنانة ورود عمر زهران، أو "دخشة" للفنانة هبة راتب شنان، أو "نساء شامخات" لنور إبراهيم أبو ريّان، وغيرها، علاوة على المشاركة الخاصة للفنانة نادين مهيب طوقان بلوحتي "طريق باب السلسلة" و"القبّة النحوية وقبة الصخرة".

وفي كلمته بحفل إطلاق المعرض، لفت المشرف العام لدارة الاستقلال للثقافة والنشر د. المتوكل طه، إلى أن معرض "تراث في لوحات"، يشكل وغيره من الفعاليات التي تُقام لمناسبة الاحتفاء بأسبوع التراث الفلسطيني، الردّ العملي لسياسات الاحتلال "الذي لم يكتفِ بادعاء أن هذه الأرض له، بل يقوم بسرقة التراث الفلسطيني ويدّعي أنه صاحبه"، مشدداً على ضرورة أن تمتد هذه المواجهة الثقافية على مدار العام لمواجهة استراتيجية الاحتلال الرامية إلى "إلغائنا عبر إلغاء تراثنا وثقافتنا ورموزنا الحضارية".

من جانبه أشار رئيس الجمعية الفلسطينية للفن المعاصر، الفنّان أسامة نزال، إلى أن اختيار ثيمة "التراث الفلسطيني" لتشكل محور الأعمال المشاركة في المعرض، جاء من جهة لتكريس الهوية الوطنية الفلسطينية عبر الثقافة عامة، والفن التشكيلي على وجه الخصوص، ولكون التراث هو عنوان فلسطين شعباً وقضية وهوية، ومن جهة أخرى لكونه يأتي بالتزامن مع إحياء فلسطين بمؤسساتها وفعالياتها المختلفة وأبناء شعبها لأسبوع التراث الفلسطيني.
 

mat

التعليقات

Developed by MONGID | Software House الحقوق محفوظة مفوضية الإعلام والثقافة © 2024